عشرة نقاطٍ سوف تخبرك أنّك أقوى ممّا تعتقد بكثير! الجزء الأوّل

17 دقيقة للقراءة

––– مشاهدة

Man breaking through water

الجزء الأوّل

يوجد في داخل كلّ واحدٍ منّا قوى وقدرات ل ايُستهان بها، قد تضعنا أحياناً في سلسلةٍ من التّحدّيّات، لكنّها تبقى هي من يجعل كلّ واحدٍ منّا أقوى ممّا يعتقد!

سوف نكتفي في هذا المقال بسرد خمس نقاطٍ من نقاط القّوة التي نمتلكها جميعنا ، ومن ثمّ نتابع بحثنا في المقال التّالي ونقدّم لكم النّقاط الخمسة الأخرى.

1) النّقص أو الضّعف

إنّ الظّهور بمظهر الشّخص المحصّن المنيع هو مظهر قوّةٍ عظيمة ٍكلاسيكيّة، ولكن في الحياة الواقعيّة فإنّ التّظاهر بامتلاك هذه القوّة سوف يؤدّي بك إلى نتائج عكسيّةٍ، فعلى ما يبدو فإنّ أولئك الذين يرتكبون الأخطاء، ويخبرون الآخرين عنها، يكونون محبوبين أكثر في محيطهم وأكثر نجاحاً في كثير من الأحيان.

white puzzle pieces

بقلم الدّكتورة مارينا هاريس

لطالما كان الاتّصال مع الآخرين حاجةً إنسانيّةٌ أساسيّةٌ، ولتحقيق ذلك الغرض يفترض الكثير من النّاس أنّهم بحاجةٍ إلى تقديم أفضل ما لديهم، وأنّ عليهم ألّا يرتكبوا الأخطاء، وأن يعرفوا ما هو صحيح دوماً وما يجب قوله في كلّ الأوقات يمكن أن يؤدّي هذا الضّغط في محاولة البقاء على جادّة الصّواب بشكلٍ دائمٍ إلى التّوتر، كما أنّ النّاس سوف يخمّنون سلوكك دائماً ، وأفعالك ، وكلماتك، وتشير الأبحاث إلى أنّ هذا الأمر قد لا يستحقّ كلّ هذا العناء حيث أظهر عالم النّفس الاجتماعي إليوت أرونسون في الدّراسات الكلاسيكيّة حول ما أصبح يسمى تأثير pratfall والذي ينصّ على أنّ الأشخاص الذين يُعتبرون على درجةٍ عاليةٍ من الكفاءة يكونون محبوبين أكثر عندما يرتكبون خطأً أو زلّةً يوميّاً أكثر من أولئك الذين لا يقعون بالأخطاء، فالأشخاص الذين أظهروا مستوياتٍ عاليةٍ من المهارة في المسابقات والتّحدّيات، ولكنّهم ارتكبوا أيضاً أخطاءً طفيفةً - على سبيل المثال ، سكبوا القهوة على أنفسهم - كانوا أكثر إثارةً للإعجاب لدى الآخرين مقارنةً بالأشخاص ذوي المهارات المماثلة الذين لم يرتكبوا مثل هذه العثرات.

يُظهر هذا البحث أنّ من يرتكبون الزّلّات البسيطة تلك ليسوا مقبولون أكثر وحسب، بل يمكنهم الاستفادة من هذه السّمة، فالكمال على ما يبدو ليس شيئاً جذّاباً ولا يجده الآخرون محبوباً فكونك ضعيفاً أحياناً يكون مكمن قوّتك، فعندما نرى أن الآخرين لديهم عيوب ، نشعر أنّنا نفهمهم بشكلٍ أفضل ويمكننا التّواصل معهم بسهولة.

يقترح هذا البحث أنّه من المهمّ في حياتنا الخاصّة ألاّ ننغمس في ما نعتقد أنّه سيجعلنا محبوبين- لأنّنا ربّما نكون مخطئين بهذا الشّأن، ففي بعض الأحيان الأشياء التي لا نحبّها أكثر من غيرها في أنفسنا هي أكثر الأشياء المحبّبة للآخرين. (إنّها تعمل في كلا الاتجاهين: في بعض الأحيان ، ما نحبّه في أنفسنا ليس بالضّرورة صفة يقدّرها الآخرون.) فبدلاً من التّصرّف بطريقةٍ تعتقد أنّها تزيد من جاذبيتك ، قم بإسقاط الدّروع والأقنعة، وكن على طبيعتك الحقيقيّة ، ودع النّاس يكتشفون وحدهم نقاط التّشابه بينك وبينهم وما هي الأشياء التي تتلاقون جدّاً بها.

الدّكتورة مارينا هاريس ، متخصّصة في اضطرابات الأكل ، وعلاج السّلوك الجدلي ، وعلم النّفس الرّياضي ، واليقظة ، والرّعاية الواعية بالصّدمات.

2) التّوليد

ماذا يعني التّوليد؟

التّوليد هو الميل والاستعداد للانخراط في الأعمال التي تعزّز رفاهيّة الأجيال الشّابة كطريقةٍ لضمان بقاء الأنواع على المدى الطّويل.

غالبًا ما يتبادر إلى أذهاننا أنّ وضع الآخرين على رأس قائمة أولويّاتنا هو علامةٌ على الضّعف ، لكن تشير الأبحاث إلى أنّها في الواقع قوّة خفيّةٌ خفيّة… يتمتّع أصحابها برفاهيّةٍ عاليةٍ على المدى الطّويل.

Monkeys caring for each other

بقلم الدكتورة سوزان كراوس ويتبورن

غالبًا ما يُعتقد أنّ الشّعور بالرّضا عن الذّات ينبع من القدرة على النّظر إلى الوراء بفخرٍ عندما ترى كلّ إنجازاتك ، بغضّ النّظر عن مدى تواضعها أو عظمتها، وغالباً ما يُشار إلى هذا النّوع من التّركيز على السّعادة الفرديّة بالرّفاهيّة. ولكن هناك نوعٌ آخرٌ من الرّفاهية قد يكون أكثر أهميّةً وهو ما يُشار إليه علميّاً بمصطلح التّوليد والذي كنّا قد عرّفناه سابقاً في بداية الحديث عن النّقطة الثّانية، استناداً إلى الاعتقاد بأنّه من المهمّ الاهتمام بالآخرين ، وتحديداً الأبناء والأحفاد يمكن للأشخاص الذين يتمتّعون بدرجةٍ عاليةٍ من هذه السّمة والتي يطلق عليها لغويّاً الإيثار أن يضعوا أنفسهم في المرتبة الثّانية على قائمة أولويّاتهم، وتشير الأبحاث إلى أنّ هذه المجموعة من الأشخاص هي التي تشعر بالرّضا العميق أثناء تقدّمها في العمر.

في دراسةٍ حديثةٍ حول التّوليد والرّفاهيّة ، تمّت دراسة 271 مشاركاً في دراسةٍ طويلة الأمد للبالغين في روتشستر (RALS) امتدّت على فترة 12 عاماً من العام 2000 إلى العام 2012. ودعمت النّتائج التّوقّعات بأنّ الأشخاص الذين أصبحوا أكثر إنتاجيّة في رعاية الآخرين نما إحساسهم بالرّضا الشّخصيّ مع مرور الوقت. إذا كان رفاهك يتوقّف على إحساسك بالإنتاجيّة أو التّوليد يعني رعاية الأجيال الشّابّة الأصغر سنّاً، فما الذي يمكنك فعله لتعزيز هذا الإحساس؟ بحكم التّعريف ، عندما تكون ولّاداً يعني لديك الكثير من الأطفال لتعتني بهم ، فأنت تهتمّ بالجيل الجديد أصلاً، لكن هل تحتاج إلى أن يكون من تهتمّ بهم أصغر منك سنّاً دائماً؟ ألا يمكنك التّعبير عن رغبتك في رعاية النّاس من جيلك؟ ماذا عن رعاية كبار السّن مثلاً؟

إن الفائدة المستمدّة من وضع الآخرين قبلك على سلّم أولويّاتك تتعارض مع فكرة أنّ الرّفاهيّة لا يمكن أن تأتي إلا من ذلك الشّعور السّعيد بتحقيق أهدافك الشّخصيّة. إريك إريكسون ، الذي اقترح النّظريّة لأوّل مرّةٍ ، أطلق على عكس التّوليد مصطلح الرّكود. حيث يصبح الأشخاص الذين يعانون من الرّكود أكثر وأكثر تركيزاً على الذّات ، وينفقون أموالهم على تجديد منازلهم الذي لا نهاية له ، والإجازات باهظة الثّمن ، وعلاجات التّجميل، قد يبدو من غير المنطقيّ أن نقول إنّ كلّ ما سبق لن يجعلك تشعر بالرّضا، لكنّ دراسةً حديثةً تشير إلى أنّ الشّعور بالرّضا يكمن في نوعٍ مختلفٍ تماماً من السّعي.

الدّكتورة سوزان كراوس وايتبورن ، هي أستاذة فخريةّ في العلوم النّفسيّة والدّماغيّة بجامعة ماساتشوستس أمهيرست. أحدث كتاب لها هو The Search for Fulfillment

3) الرّوتين

يمكن أن يُنظر إلى التّمسّك بالرّوتين اليوميّ على أنّه صارمٌ ومجرّدٌ من الخيال والإبداع، لكن على العكس من ذلك ، تشير الأبحاث إلى أن ّالرّوتين اليوميّ يحرّرنا من الإفراط في التّفكير، ويحسّن صحّتنا العقليّة ، ويمكن في الواقع أن يعزّز لدينا الإبداع.

man wearing black crew neck shirt and black jeans

بقلم ستيف ألكساندر جونيور

يتجاهل الكثير من النّاس النّجاحات الحقيقيّة في حياتهم ويؤنّبون أنفسهم على قلّة إحساسهم بالحافز للبدء بأمرٍ ما، كما يرون أنّ حياتهم غير منتجةٍ وغير محفزة وغير مكتملة، معظمنا يوبّخ نفسه بهذه الطّريقة ، لكن من جهةٍ أخرى صحيح أنّنا أحياناً نشعر بالكسل وعدم الحافزيّة ، إلّا أنّنا عادةً ما نكون قادرين على إنجاز بعض الأمور.

يمكن أن يكون الدّافع أو الحافز محرّكاً قويّاً، ولكنهّ أيضاً سريع الزّوال وقصير الفاعليّة، وغير موثوق به! فقط حاول أن تتذكّر آخر مرّةٍ شعرت فيها بالحافز، ومدّة استمرار ذلك الشّعور. الحقيقة هي أنّه من المفيد أكثر أن يكون لديك روتين يوميّ في مكانٍ ما من النّهار لمساعدتك على تحقيق أهدافك. تخيّل جرّاح قلبٍ يقول لك ، يمكنني إجراء عمليّةٍ جراحيّةٍ جيّدةٍ - عندما أشعر بالحماس. لن تخاطر بصحّتك على أمل أن يشعر هذا الطّبيب بالدّافع في يوم إجراء العمليّة، وسوف ترى أنّه من الأفضل أن تتمّ الجراحة من قبل طبيبٍ لديه إجراءاتٌ روتينيّةٌ تضمن نجاحها بغضّ النّظر عن شعوره.

تربط دراستان حديثتان كلّاً من الرّوتين الأساسيّ (النّظافة الشّخصّة والنوم والأكل) والرّوتين الثّانوي (الأنشطة الاجتماعيّة والعمل) بصحّةٍ عقليّةٍ أفضل. وجدت الدّراسات التي أجريت على كلّ من الرّياضيين وغير الرّياضيين أنّ الرّوتين الذي يتّبعه الرّياضيّون يفيد في تحسين أدائهم في الحياة بشكلٍ عام من خلال تقليل الإفراط في التّفكير الذي يميل إلى تعزيز الضّغط .

كذلك الطقوس اليوميّة المميّزة، أو المجموعات المنتظمة من الإجراءات التي نقوم بها باستمرار، تبيّن أنّها تخفّف من التّوتّر والقلق لأنّها تعزّز الشّعور بالسّيطرة على مجريات حياتك. راقب بعضاً من أنجح الأشخاص الذين تعرفهم ، وستلاحظ على الأرجح روتيناً يوميّاً قويّاً ينتج عنه نتائج إيجابيّةٍ بمرور الوقت - وصحّةً نفسيّةً أكثر قوةً أيضاً.

ستيف ألكسندر جونيور ، ماجستير ، إد إم ، هو مستشار صحّة عقليّة مرخّص في نيويورك عمل في عيادات خارجيّة متعدّدة ، وبيئاتٍ نفسيةّ ، ويعمل حاليّاً في عيادة خاصّة

4) الإقناع

عادةً ما نفترض أنّه ليس لدينا تأثيرٌ كبيرٌ على الآخرين ، حتّى أولئك المقرّبون إلينا ، لكن الدّراسات أظهرت أنّنا أقوى ممّا نعتقد.

silhouette of 2 person standing in front of white and black stripe wall

بقلم الدّكتورة فانيسا بونز

عندما تريد إقناع شخصٍ آخر بفعل شيءٍ ما لك، فإنّك ستفكّر فوراً ما مدى احتماليّة موافقته! مثل هذا التّفكير يمكن أن يثنيك عن محاولة التّأثير عليه، وهذا خطأٌ شائعٌ نرتكبه جميعنا لأنّ الأبحاث أظهرت أنّ مجال تأثيرنا على الآخرين قد يكون أكبر بكثير ممّا نتخيّل، بغضّ النّظر عمّن تحاول إقناعه ، فمن المحتمل أنّك أكثر إقناعاً ممّا تعتقد!

نحن نشعر عموماً براحةٍ أكبر عند سؤال صديقٍ بدلاً من شخصٍ غريبٍ ليقوم لنا بأمرٍ ما، لكنّ بحثاً تمّ إجراؤه مؤخّراً بيّن أنّه بينما نميل إلى الاعتقاد بأنّ أصدقاءنا سيكونون أكثر استجابةً لطلباتنا ، فإنّ الغرباء على استعدادٍ متساوٍ تقريبًا للتّعاون معنا.

في التّجربة طُلب من المشاركين الاقتراب من كلّ من الغرباء والأشخاص الذين يعرفونهم جيدًا بطلبٍ بسيط للحصول على خدمة: لإكمال استطلاع موجز. قبل تقديم طلباتهم ، سألنا المشاركين عن عدد الأشخاص الذين يعتقدون أنّهم سيحتاجون إلى سؤالهم قبل أن يحصلوا على ثلاث موافقات، و اعتقد المشاركون الذين تلقّوا تعليماتٍ للتّواصل مع الأصدقاء أنّهم سيحتاجون إلى سؤال ما متوسطه 3.9 قبل أن يوافق ثلاثة ، وأولئك الذين طُلب منهم الاقتراب من الغرباء اعتقدوا ، في المتوسط ​​، أنهم سيحتاجون إلى سؤال9.4.

اتّضح أنّ المهمة كانت أسهل ممّا توقعته أيّ من المجموعتين: كان على المشاركين أن يسألوا ، في المتوسط ​​، 3.8 من الغرباء فقط أو 3.1 من الأصدقاء للحصول على موافقة ثلاثة. لم يقتصر الأمر على أنّ المشاركين استهانوا بشكلٍ كبيرٍ في قدرتهم على إقناع الغرباء بالموافقة على طلباتهم ، ولكن من المدهش أنّ الغرباء كانوا تقريباً مثل الأصدقاء في قول نعم!

توصّلت مجموعةٌ كبيرةٌ من الأبحاث إلى أنّه ليس لدينا شبكاتٌ اجتماعيّةٌ أكبر ممّا نعتقد فحسب، ولكن لدينا أيضاً تأثير أكبر على الكثير من أنواع الأشخاص. كلّ هذا يشير إلى أنّه عندما يكون لديك شيءٌ تسأله أو تقوله ، فقد يكون النّاس على استعداد تامّ للاستماع إليك.

الدّكتورة فانيسا بونز ، هي أستاذة في السّلوك التّنظيميّ بجامعة كورنيل ومؤلفة كتاب لديك تأثير أكبر ممّا تعتقد.

5) الرّضا

القدرة على أن تكون سعيداً بما أنت عليه ، والمكان الذي أنت فيه ، وبما لديك وما تملك هي قوّةٌ قد يرغب أولئك الذين لا يشعرون بالرّضا أبداً في محاكاتها.

female office worker relaxing with feet on table

بقلم الدّكتور لورانس صموئيل

لديّ صديقة قد يعتبرها الكثيرون غير ناجحة، شابّةٌ بالغةٌ ، حياتها المهنيّة والشّخصيّة لازالت في بداياتها، وعلى الرّغم من أنّها تدرك ذلك تماماً إلّا أنّ الأمر لا يزعجها أبداً، وهي من خلال مجموعة مختلفة من المقاييس والمعايير، يمكن القول إنّها ناجحةٌ للغاية، فهي ذكيّةٌ ومرحةٌ ومعروفةٌ كونها لطيفةٌ وكريمة، تعتني بوالدتها التي تعيش معها ، وتمشي مع الكلاب وتجالس الأطفال لكسب المال الذي لا يمكّنها من حياةٍ مترفةٍ فهي تعيش بمعزلٍ عن الكماليّات ، لكنّها محبوبةٌ للغاية ، وتقضي وقتها كما تشاء - وهي سعيدة.

يتمّ تحديد سردياتنا الكلاسيكيّة للنّجاح بشكلٍ كبيرٍ من خلال الإنجازات والرّصيد البنكي والممتلكات والوصول إلى المناصب العليا. وغالباً ما يتمّ تصوير أولئك الذين لا يحقّقون عناصر رواية النّجاح التّقليديّة تلك على أنّهم خاسرون. ومع ذلك تٌظهر مجموعةٌ من الأبحاث أنّ النّاجحين المزعومين ليسوا أكثر سعادة. في الواقع ، ووفقاً للعديد من الدّراسات ، فإن مقاييس النّجاح من الخارج تبعاً للمجتمع والوسط الذي نعيش فيه هي في الواقع أقلّ ارتباطًا بالرّضا والرّضا عن الحياة من تلك المعايير الموجّهة داخليّاً النّابعة من داخلنا حيث يتّجه الشّخص نحو نفسه من أجل إحداث تغيير داخليّ لتحفيز ذاته على القيام بأعمالٍ في العالم الخارجيّ.

سوف أقترح روايةً بديلةً للنّجاح من المرجّح أن تؤدّي إلى السّعادة أكثر من تلك التي تعلّمنا احتضانها أو تبنّيها على مدى العقود الماضية. أولئك الذين يعطون الأولويّة للنّجاح الموجّه داخليّاً يعرفون هذا المسار. يتجنّبون المقارنات مع الآخرين ، مدركين تماماً أنّ تكديس إنجازاتك ومقارنتها، بغضّ النّظر عن مدى أهمّيتها ، مقابل إنجازات أيّ شخصٍ آخر هي عمليّة بائسةٌ لا يمكن الفوز فيها. لديهم نظرةٌ شموليّة ٌلأنفسهم ، يأخذون قيمتهم الذّاتيّة من اعتبار أنفسهم كأفراد كاملين وفريدين ، ويعرفون أنّه لا يمكن لأحد أن يكون أكثر نجاحاً منهم. إنّهم يحتفلون بانتصاراتهم الخاصّة مهما كانت كبيرةً أو صغيرة ، ويقبلون بإخفاقاتهم ويتعلّمون الدّروس ويمضون قدماً. وهم يعطون الأولويّة للعلاقات ، ويعرفون بطبيعتهم أن البشر كائناتٌ اجتماعيّةٌ وأنّ النّجاح يمكن ويجب تحديده من خلال كيفيّة ارتباطنا بالآخرين وبشكلٍ مثاليّ أكثر كيف يمكننا تحسين حياتهم.

الدّكتور لورانس آر صموئيل ،مؤرّخ ثقافي أمريكي حاصل على درجة الدكتوراه في الدّراسات الأمريكية وكان زميل مؤسسة سميثسونيان

نتابع معكم النّقاط الخمسة المتبقّية في الجزء الثّاني من المقال.