عشرة نقاطٍ سوف تخبرك أنّك أقوى ممّا تعتقد الجزء الثّاني
●
●
18 دقيقة للقراءة
●
––– مشاهدة
الجزء الثّاني
نتابع معاً الجزء الثّاني من نقاط قوّتك العشرة، ونبدأ من حيث توقّفنا في المقالة السّابقة بالنّقطة السّادسة وهي الحنين إلى الماضي
6) الحنين
إنّ ترك عقولنا تتجوّل في الماضي يمكن أن يكون أمراً محرّضاً على الشّعور بالذّنب أو الحزن أو أيّ نوعٍ من المشاعر السّلبيّة التي تثيرها فينا ذكرياتنا، لكن لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك البتّة! هل تعلم لماذا؟ ذلك أنّ ذكريات الحنين إلى الماضي يمكن أن تعزّز مزاجنا وتجعلنا نشعر بالرّاحة!
بقلم دكتور مات جونسون
مع تحدّيات اللّحظة الحاليّة يعني الآن والغموض الذي يغلّف المستقبل، سيجد الماضي لنفسه حتماً مقعداً جيّداً في مقدّمة رأسك ليستقرّ فيه ويثبت وجوده ،ومع ذلك فإنّ الانغماس و الولع بالماضي يتعارضان مع النّصائح الشائعة في تحذيرنا ألا نعيش في الماضي
. لكن السّؤال الآن هل الهروب إلى الماضي أمرٌ سيّء لهذه الدّرجة حقّاً … خاصّة الآن وفي هذه اللّحظة بالذّات؟
في الحقيقة عندما تعود عقولنا إلى وقتٍ سابقٍ ، نحن لا نتذكّر الأشياء كما حدثت بالضّبط، فالذّاكرة هي محاولة دماغنا لربطنا بالماضي، فنحن لا نعود إلى الماضي بكبسة زر! وعندما نستحضر ذكرى ، فإنّنا لا نضغط على إعادة التّشغيل لشريط تلك الذّكرى، فالذّاكرة هي إعادة بناءٍ غير دقيقةٍ جدّاً لماضينا ، فهي تقوم بطليه بفرشاةٍ عريضةٍ تميل إلى إخفاء العديد من التّفاصيل الّسلبيّة. هذا هو السّبب في أنّ الحنين إلى الماضي غالباً ما يعطي شعوراً بالدفء ومع ذلك ، فإنّ الانخراط في الحنين إلى الماضي ليس مجرّد أمرٍ يدعو للطّمأنينة، ضع في اعتبارك أيضاً أنّ ما كنّا عليه في الماضي ليس ما نحن عليه الآن: قد نفكّر أو نشعر أو نتصرّف بشكلٍ مختلفٍ تماماً اليوم، وكما وصفها T. S. Eliot:
أنتم لستم نفس الأشخاص الذين غادروا تلك المحطة / أو الذين سيصلون إلى أيّة محطة.
تعمل ذاكرتك على تجميعك معاً كشخصٍ متّسقٍ ومتماسكٍ، وعندما تنهار هذه العمليّة ولا تتمّ في دماغك، يمكن أن تشعر بإحساس بالانقطاع ، والذي يرتبط بانخفاض الرّضا عن الحياة، ووفقاً لذلك فقد وجدت الأبحاث أنّ الأشخاص الذين كثيراً ما يشعرون بالحنين إلى الماضي لديهم شعورٌ أكبر بالاستمراريّة الذاّتيّة ، وإحساسٌ أقوى بمعنى الحياة.
يساعدنا النّظر إلى الوراء على فهم المكان الذي كنّا فيه، وكيف وصلنا إلى ما نحن عليه الآن… يساعدنا أيضاً في سرد قصّةٍ ذات مغزى لحياتنا وتقوم بملائمة جميع تجاربنا المنفصلة معاً في سردٍ متماسك.
يبدو أيضاً أنّ الانخراط في الحنين إلى الماضي له بعض الفوائد الصحّيّة العقليّة المباشرة ، مثل تقليل مستويات الكورتيزول المرتبطة باستجابة الجسم للضّغط الحادّ، علاوة ًعلى ذلك ، تشير الأبحاث إلى أنّ الميل إلى الحنين إلى الماضي يمكن أن يكون عاملاً وقائيّاً ضدّ الاكتئاب والقلق، ووجدت إحدى الدّراسات أنّ استدعاء تجارب الحياة الإيجابيّة المحدّدة من الماضي كان ذا قيمةٍ خاصّةً للأفراد الذين عانوا من صدمةٍ في الطّفولة،إذن ، يمكن أن يحمل الحنين فوائد هائلة! كما قال غابرييل غارسيا ماركيز ،
بغضّ النّظر عن أيّ شيء ، لا أحد يستطيع أن يسلبك الرّقصات التي كانت لديك بالفعل.
اليوم ، قد تكون هذه الذّكريات أكثر أهمّيّةً من أيّ وقتٍ مضى.
الدكتور مات جونسون ، هو أستاذ في كلّيّة Hult International Business School في سان فرانسيسكو.
7) الرّغبة
قليل ٌمن المشاعر قد تسبّب لك الشّعور بالذّنب تلك المشاعر التي لا يمكنك مقاومتها مثل الإعجاب بشخصٍ آخر ليس شريكك، ولكن و في الواقع تُظهر الأبحاث أنّ تلك الإعجابات الخارجيّة (طالما لم يتم ّالتّصرّف وفقاً لها وبقيت في حيّز التّفكير لا الفعل) لها تأثيرٌ إيجابيّ بشكلٍ عام على علاقاتك الأساسيّة مع محيطك.
بقلم دكتور ديفيد لودن
تزوّجت فيونا عن حبّ من غاريت، وكانت تستمتع بالوقت الذي تقضيه معه وتتطلع إلى حياةٍ طويلةٍ ومرضيةٍ يعيشانها معاً، ومع ذلك كانت لا تستطيع منع نفسها عن التفكير في زميلها في العمل، وفي إحدى الليالي تخيّلت أنّها كانت تمارس الحب معه بينما كانت مع غاريت. لقد جعل التّخيّل الجنس أكثر إثارةً ، على الرّغم من أنهّا شعرت بالذّنب حيال ذلك لاحقاً إلّا أنّها لم تفكّر أبداً في مشاركة هذه المشاعر مع زميلها، كما أنّها لا تنوي إخبار زوجها عنها.
تؤكد الأبحاث أن الإعجاب ليس حكراً على المراهقين فقط، يمكن للبالغين أيضاً في أيّ عمر الحصول عليه ، حتّى عندما يكونون سعداء مع شركائهم.
نتيجةٌ بحثيّةٌ أخرى مفاجئة: أفاد أشخاصٌ مرتبطون بوجود نتائج إيجابيّة لإعجابهم الخارجيّ بشخصٍ آخر غير الشّريك بشكلٍ سرّيّ، في الغالب أعطاهم افتتانهم شيئاً يتخيّلونه، ممّا أدّى إلى إشراق يومهم وإثارة حماسهم في حياتهم. حتّى أنّ البعض وجد أنّ الأمر بهذا الشّكل وضمن هذه الحدود البسيطة قوّى علاقتهم بشركائهم- فقد جعلتهم تخيّلاتهم الرّومانسيّة يشعرون بالإثارة ، واعتقدوا أنّ هذا الأمر حسّن التّجربة الجنسيّة لهم ولشركائهم.
وعلى هذا وبدلاً من الشّعور بالذنّب حيال الإعجاب السّرّي ، ربّما يجب أن نفهم أنّه يمكنه أن يظهر لنا مدى التزامنا تجاه شريكنا، فإذا لم نكن كذلك ، سنسعى وراء ذلك الشّخص الآخر بدلاً من إبقاء رغباتنا على مستوى الخيال، وهذا إن دلّ فإنّه يدلّ على وجود مشكلةٍ أساسيّةٍ بين الشّريكين في الأصل.
دكتور ديفيد لودن ، أستاذ علم في النفس في كلّيّة جورجيا جوينيت.
8) الأمل
قدرتك في الوصول إلى الاعتقاد بأنّ الأشياء يمكن أن تتحسّن ، بغضّ النّظر عن التّحدّيات التي تواجهها ، يمكن أن تغيّر العالم حرفيّاً.
بقلم دكتور ديفيد فيلدمان
قلّة من النّاس قد يستخدمون كلمة تفاؤل
لوصف حالة عالمنا اليوم ، لكنّنا نعلم أيضاً أنّ الأمل يمكن أن يولد حتّى من رحم الألم.
كتبت الكاتبة والناشطة ريبيكا سولنيت
الأمل الحقيقيّ ليس وهماً كما يدّعي البعض، والأمر لا يتعلّق بالعيش في عالمٍ من الخيال بعيداً عن الواقع ، وكذلك لا ينفي المعاناة والألم، في كتاب ، الناجون الخارقون، تمّ تحديد لمحةٍ عن النّاجين من الصّدمات الذين استمرّوا في القيام بأشياءٍ جعلت العالم مكاناً أفضل، كان أهمّ سطرٍ في حكايتهم هو ما يُطلق عليه الأمل المتجذّر
. على الرّغم من أنّ جميعهم يمثّلون روحاً استشرافيّة تتطلّع وتخطّط دوماً للمستقبل، إلاّ أنّهم كانوا راسخين بقوّة ٍفي حقيقة وضعهم وحالتهم.
عندما أسّس جيمس كاميرون ، النّاجي الوحيد من عصابات الإعدام غير القانوني عام 1930 ، أوّل فرعٍ لـ NAACP في أندرسون ، إنديانا ، وأسّس في نهاية المطاف متحف المحرقة السّوداء في أمريكا ، لم يكن يتوهّم أنّ العالم كان مكاناً رائعاً، كان أمله وعمله مدفوعان بالاعتقاد بأنّه على الرّغم من المقاومة التي سيواجهها ، فإنّ عمله الجادّ يمكن أن يساعد في بناء حياةٍ أفضل للأمريكيين السّود لاحقاً.
الأمل في جوهره هو تصوّر - لكنّه يمنحنا القوّة لخلق الواقع، إنّه تصوّرٌ لشيءٍ غير موجودٍ بعد، وتُظهر الأبحاث أنّه عندما يكون لدى النّاس أمل ، فمن المرجّح أن تتجلّى أهدافهم وتصبح حقيقةً واقعةً، ذلك لأنّه عندما يكون لدى الإنسان إيمانٌ واضحٌ وراسخٌ بما هو ممكنٌ ، فمن المرجّح أن يتّخذ خطواتٍ جدّيّةٍ لتحقيق ذلك.
ربّما سمعت التّعبير الآتي، الأمل ليس استراتيجيّة.
لا تصدق ذلك: الأمل هو طريقة تفكيرٍ تدفعنا إلى اتّخاذ إجراءٍ معيّن. لقد وجدت الأبحاث التي أجراها C.R Snyder أنّ معظم الأشخاص المتفائلين لديهم ثلاث سماتٍ مشتركةٍ فيما بينهم : الأهداف ، والمسارات (الاستراتيجيّات) ، والقوّة.
لم يكن لديهم أيّة أوهامٍ بأنّ جميع استراتيجياتهم ستنجح ؛ كانوا يميلون إلى تجربة مساراتٍ متعدّدةٍ ، مدركين أنّه سيتمّ الاستغناء عن العديد منها، لكنّهم استمرّوا لأن لديهم قوّةٌ وإيمانٌ راسخٌ بأنفسهم وقدراتهم.
دكتور ديفيد ب. فيلدمان ، أستاذ في قسم علم النّفس الإرشادي بجامعة سانتا كلارا.
9) أحلام اليقظة
بعيداً عن عن وصفها كشكلٍ من أشكال التّسويف ، أو الانغماس في الخيال ، أو علامة على العقل الخامل ، فقد ثبت أنّ أحلام اليقظة تقدّم فوائد حقيقية.
بقلم دكتور بريندان كيلي ، دكتوراه في الطّبّ
من المحتمل أن تمرّ عليك أوقاتٌ خلال اليوم يشرد فيها ذهنك ويقضي بضع دقائق في تخيل أشياء تعرف أنّها ليست حقيقية. هل يجب أن يقلقك ذلك؟ هناك بعض الأدلّة على أنّ شرود الذّهن يعيق فهم القراءة والأداء في اختبارات القدرات، ومع ذلك ، يجب موازنة هذه النّتائج مقابل الأدلّة المتزايدة على أنّ شرود الذّهن يفيد بشكلٍ كبيرٍ العمليّات النّفسيّة والعاطفيّة الأساسيّة مثل حلّ المشكلات اللإبداعيّ والتّخطيط للسّيرة الذّاتيّة (يتضمّن تخطيط السّيرة الذّاتيّة على وجه الخصوص تحديد وتنظيم الخطوات اللّازمة للوصول إلى حدثٍ أو نتيجةٍ مستقبليّةٍ محدّدةٍ للسّيرة الذّاتيّة، تجمع عمليّة تخطيط السّيرة الذّاتيّة بين عناصر ذاكرة السّيرة الذاّتيّة وعمليّات التّخطيط الموجّهة نحو الهدف). يبدو أنّ معظمنا يدرك تماماً أنّ تركيزنا ينخفض عندما نحلم أحلام اليقظة ولكن هذا ثمن بخسٌ نرغب في دفعه أمام ما يقدّمه من فوائد.
في موقفٍ لا أحتاج فيه إلى التّركيزسوف يسعدني أن أترك انتباهي ينجرف مع تخيّلاتي، قد أستمتع حتى بمغامرةٍ معتدلةٍ حيث ترفرف أفكاري بعيداً. نحن نخطّط لحياتنا في أحلام اليقظة، ونستمرّ في العمل لمستقبلنا الذي قد يبدو في أحلام يقظتنا ورديّاً أكثر من اللازم، تسمح لنا أحلام اليقظة بالتفكير بشكلٍ أكثر إبداعاً في مشاكلنا اليوميّة وإمكانيّات الغد من خلال تحريرنا من قيود الواقع المزعجة، ممّا يطلق العنان للخيال وحل ّالمشكلات والقدرة على الوصول إلى استنتاجاتٍ قد لا يسمح بها تفكيرنا المنطقيّ أبداً إذا كنّا مركّزين بشكلٍ كامل. وجدت دراسات مسح الدّماغ أنّه وعلى عكس التّوقّعات، تكون أدمغتنا أكثر نشاطاً عندما تتشتت عقولنا وتسرح في أحلام اليقظة أكثر ممّا نكون عليه ونحن في حالة تركيز على المهام الرّوتينيّة.
كان يُعتقد سابقاً أنّ الجزء الوحيد من الدّماغ النّشط أثناء أحلام اليقظة هو الشّبكة الافتراضيّة
، والتي ترتبط بالنّشاط العقليّ الرّوتيني منخفض المستوى. لكن هذا البحث كشف أنّ الشبّكة التّنفيذيّة
في الدّماغ و المختصّة بحلّ المشكلات المعقّدة وعالية المستوى، يتمّ تنشيطها أيضاً عندما نكون في أحلام اليقظة، إذا استثنينا حالة الخمول التي نمرّ بها في أحلام اليقظة فإنّ عقولنا في الواقع تكون في ذروة نشاطها عندما تنجرف بعيداً.
تشير مثل هذه النّتائج إلى زيادة القيمة التي يجب أن نعطيها لأحلام اليقظة الخاصّة بكلّ منّا، قد نفقد التّركيز على مهمّةٍ شرعنا بها للتّو ولكن قد تكون هذه طريقة الدّماغ ليخبرنا أنّ لديه أشياء أكثر أهمّيّةً للتفكير فيها: مثل العلاقات ، أو الأهداف ، أو التّفكير العام القيّم. يمكننا حتّى الاستفادة من هذا الموضوع بالسّماح الواعي لعقولنا أن ترفرف بعيداً بين الفينة و الأخرى والسّماح لأذهاننا بالتّجوّل ورؤية إلى أين سوف تقودنا!
بريندان كيلي ، دكتور في الطّبّ وأستاذ الطّبّ النّفسيّ في كلّيّة ترينيتي دبلن ، أيرلندا ، استشاريّ الطّبّ النّفسيّ في مستشفى جامعة تالاغت ، دبلن ، ومؤلّف كتاب The Science of Happiness.
10) الأرق
عندما يبدأ الملل ، يمكن أن يكون البقاء في مكانٍ واحدٍ ضارّ جدّاً بصحّتنا العقليّة. قد يتمتّع أولئك الذين لديهم رغبةً في الخروج والاستمتاع بتجارب جديدة ومختلفة بسماتٍ تميّزهم عن غيرهم بوضوح.
بقلم دكتورة جوتا جورمان ، مع آدم زانج
من أصعب الأمور بشأن جائحة Covid-19 أنّها حدّت من قدرتنا على خوض تجارب جديدة، قد يؤدّي فقدان المشاركة والتّفاعل مع محيطنا والبيئة من حولنا إلى تعريض صحّتنا العقليّة للخطر بلا شك ، ولكن أولئك الذين ينغمسون في هواياتٍ متنوّعة أو أهدافٍ أو حتّى طرق جديدةٍ للتّحرّك وجدوا أنّ الأنشطة وطريقة الحياة هذه مفيدةٌ ومنعشةٌ لعقولهم.
تّظهر الأبحاث أنّ الّتنّوع في التّجارب - الذّهاب إلى أماكن جديدة (أو على الأقل مختلفة) والانخراط في تجارب مختلفة - يمكن أن يحسّن الإحساس بالرّفاهيّة. هذا الأمر يبدو بديهيّاً حيث يتّفق معظمنا على أنّ الذّهاب في إجازةٍ ، أو مجرّد إيجاد أنشطةٍ مختلفةٍ للقيام بها كلّ يوم ، يجعلنا أكثر سعادة.
في دراسةٍ حديثةٍ قام فريقٌ بتتبّع موقع المشاركين في التّجربة لمدّة ثلاثة إلى أربعة أشهر عبر إحداثيات GPS لفحص ما إذا كانت الحركة اليوميّة يمكن أن تكون بمثابة تقييم دقيق للعلاقة بين تنوّع التّجارب والتّأثير الإيجابي. قام المشاركون بتسجيل الوصول بانتظام عبر هواتفهم للإبلاغ عن مشاعرهم الإيجابيّة أو السّلبيّة، تمّ إحصاء عدد الأماكن التي زارها المشارك كلّ يوم ومقدار الوقت الذي قضاه في كلّ مكان، وفي نهاية التّتبّع خضع بعض المشاركين لفحوصات التّصوير بالرّنين المغناطيسي لرصد نشاط الدّماغ.
وكما هو متوقّع فقد كانت المشاعر الإيجابيّة أعلى في الأيّام التي قصد فيها المشاركون مواقع أكثر، ممّا يشير إلى أنّ التّعرضّ اليوميّ لأشياء جديدة أماكن أو تجارب أو ألخ… يرتبط ارتباطاً مباشراً بإحساسنا بالرّفاهيّة، ووجد فريق البحث أيضاً أنّ التّنوّع في التّجارب لا يولّد فقط مشاعر إيجابيّة بل يحثّ على الانخراط في تجارب جديدة أخرى في اليوم التّالي، بعبارةٍ أخرى ، تمّ خلق حلقة ردود فعل إيجابيّة ، أو دوّامة تصاعديّة
والتي يُقصد بها (أنّ للتّفكير الإيجابي قدرةٌ على التّوليد الذّاتيّ لدوّامةٍ تصاعديّةٍ، وهو مفهوم من نظريّة التّوسيع والبناء لباربرا فريدريكسون. تؤكّد هذه النّظريّة أنّ المشاعر الإيجابيّة توسّع انتباه الفرد ومداركه ، وبالتّالي تبدأ سلسلةٌ من التّطوّر الذّاتي العاطفيّ والجسديّ بالتّصاعد) وهذه الدّوّامة عزّزت المزيد من المشاعر الإيجابيّة. ولقد رصدت فحوصات التّصوير بالرّنين المغناطيسي أنّ عيش تجارب متنوّعة والشّعور بمشاعر إيجابيّة والحصول على مستوى عاطفي متوازن يرتبط ارتباطً وثيقاً في تحفيز مراكز الذّاكرة في الدّماغ لحفظ التّجربة وتكرار الفعل الذي حفز نظام المكافئة أول مرة مرات أخرى في المستقبل
ويقوم نظام المكافأة في الدماغ بتنظيم ردود الفعل للمكافآت وتحفيز الشخص للحصول عليها مجدداً وبالتالي الشعور بالمكافأة مرة أخرى، وهذا ما يسمّى بالإنجليزية :Brain reward system.
وفي الختام قد نرى أنّ أولئك الذين يعيشون حياةً مليئةً بالمغامرات ويختبرون تجارب متنوّعة يتمتّعون بفوائد دائمة على مدار حياتهم. تكريس الوقت الأنشطة وخاصة في أماكن مختلفة، ولممارسة الهوايات، واختبار تجارب جديدة كلّ فترة قد يدخلك في دوّامةٍ تصاعديّةٍ كبيرةٍ من المشاعر الجيّدة التي تحسّن مزاجك وأداءك على كلّ الأصعدة.
دكتورة جوتا جورمان، هي أستاذة علم النّفس بجامعة ييل، تدرّس عوامل خطر الاكتئاب واضطرابات القلق. آدم زانغ طالب جامعي في جامعة ييل.