الغرائز الاجتماعية

7 دقيقة للقراءة

––– مشاهدة

Social Instincts

إليك ما يحاول كابوسك المتكرّر إخبارك به

تشير دراسةٌ نُشرت في المجلّة الأكاديميّة Dreaming إلى أنّ الأحلام ليست ضروريّةً فقط لدورات نومنا، ولكنّها تلعب أيضًا دورًا مهمّاً في يقظتنا، حتى تلك الأحلام المزعجة منها والكوابيس.

ترى عالمة النّفس أوليفيا كوهن، وهي مؤلّفة مشاركة في البحث أنّ تجربة النّغمة العاطفيّة التي يمرّ بها الحالم خلال نومه وهو يرى حلماً ما، وطريقة استجابة عقله لنوع تلك النّغمة من شأنه أن يؤثّر على النّمط النّفسيّ للحالم عند استيقاظه في الصّباح، وأن يحكم على تجربته الحياتيّة في اليقظة خلال اليوم التّالي وعلى طريقة تعامله مع سير الأحداث.

ووفقًا لكوهن ، يمكن تقسيم الأحلام إلى فئتين

الأولى: تحتوي الأحلام غير المزعجة على نغمةٍ عاطفيّةٍ لطيفةٍ أو محايدةٍ نسبيّاً، إنّها لا تجعل الحالم يشعر بالضّيق ويبقى نائماً أثناءها، ويبدو أنّ الذّاكرة الصّباحيّة للأحلام غير المزعجة تؤدّي إلى انخفاض المشاعر السّلبية في ذلك اليوم.

الثّانية: الأحلام المزعجة وهي أحد أشكال الأحلام الأقل شيوعاً والتي تتضمّن مزيجاً من الأحلام السّيئة والكوابيس.

تختلف الأحلام السّيّئة عن الكوابيس في أنّه أثناء الكابوس يستيقظ الحالم على إثر المحتوى العاطفي غير السّار أو الصّور المخيفة أو القصّة المزعجة، بينما تحتوي الأحلام السّيّئة أيضاً على محتوى عاطفي مزعج ولكنّها لا تتسبّب في استيقاظ الحالم.

وبكلامٍ أكثر دقّة تشمل الأشكال المختلفة للكوابيس ثلاثة أنواع:

  • الكوابيس التي تلي الصّدمة
  • والكوابيس المتكرّرة
  • والكوابيس مجهولة السّبب

كوابيس ما بعد الصّدمة هي النّوع من الكوابيس الذي يبدأ بعد تجربةٍ مؤلمةٍ كتهديدٍ محتملٍ لحياة المرء أو مشاهدة تهديد حياة شخص آخر. وغالبًا ما تكون كوابيس ما بعد الصّدمة شديدة الوضوح ومؤلمة.

الكوابيس المتكررة هي الكوابيس التي يتكرّر محتواها بشكل دائم ؛ قد تحدث دون أن تسبقها تجربة مؤلمة .

أمّا الكوابيس مجهولة السّبب فغالباّ ما تتضمّن محتوى مرتبط بالخوف والعدوانيّة والموت ، وعادةً ما تظهر خلال فترات من حياة الإنسان تكون مليئة بالضّغوطات.

في دراسة كوهن ، حيث كان التّركيز الأساسيّ على الأحلام السّيّئة والكوابيس توصّلوا للنّتائج التالية

أدّت الذّكرى الّصباحية للكوابيس مجهولة السّبب إلى انخفاض المشاعر السّلبيّة في اليوم التّالي للحلم، ونسبةٌ قليلةٌ من هذه الأحلام استدعت فيها الذّاكرة الصّباحيّة مجموعةً من المشاعر السّلبيّة، هذا يعني أنّه على الرّغم من أنّنا قد ننظر إلى كلّ الأحلام السّيّئة على أنّها تجارب مزعجة، إلا أنّها قد تخدم غرضًا إيجابيّاً بالفعل، وعندما يتمّ التّعامل معها بشكلٍ صحيحٍ فإنها قد تقدّم فائدةً جيّدة لنا.

توضح كوهن:

"قد تؤثّر أنواعٌ مختلفةٌ من الأحلام المضطربة على عاطفتنا بشكلٍ مختلف لأنّ الغرض الأساسيّ منها هو جذب انتباهنا إلى نتائج مختلفة".

ما معنى هذا الكلام؟

توضّح كوهن كلامها تقول : إن مزيجاً من الأحلام السّيّئة والكوابيس أثناء النّوم من شأنه أن يقودنا لتركيز انتباهنا على كيفيّة توجّهنا إلى اليوم التّالي، وتحديد طريقة تعاملنا مع الأحداث خلاله، فبقدر ما تشير هذه الأحلام إلى الإجهاد أو الخوف أوالتّعب، فقد نشعر بالحاجة بعدها إلى البحث عن حلّ ومشاركة لأفكارنا أو الأمور التي تساهم في زيادة توترنا مع (معالج نفسي ربّما) حتى يمكن معالجتها أو لنقل بشكلٍ أكثر تحديداً إطلاق سراح هذا التّوتر.

وعلى ذلك فقد تساعدنا الكوابيس مجهولة السبّب في الشّعور بالتّحسن في اليوم التّالي للأسباب التّالية

النّسبيّة: يمكن أن يساعد وجود كابوس والاستيقاظ منه على الشّعور بالرضا تجاه الواقع الحالي حيث يشعر الفرد في الصّباح بتحسّنٍ مقارنةً مع ضغوط اليوم السّابق التي قد تكون سبّبت الكابوس.

التّكامل العاطفيّ: قد يساعد الاستيقاظ من كابوسٍ مجهول السّبب أثناء اللّيل ومن ثمّ الشّعور بسلبيّةٍ أقلّ في صباح اليوم التّالي في عمليّة الاندماج العاطفيّ الذي يحدث لدى الأفراد الأصحّاء نفسيّاً، فعندما تحدث النّغمة العاطفيّة الكابوسية أثناء اللّيل و بمجرد بزوغ الفجر يكون قد حدث معك تكامل كافٍ على الصّعيد النّفسيّ وتنشأ راحةٌ من السلبية العاطفية.

نصائح

ينصح العلماء والمختصّون بالاهتمام بظروف حياة الفرد بطريقةٍ تشعره بالأمان والدّعم و قد يشمل ذلك العمل مع معالج نفسي يمكنه الاستماع والمشاركة مع الشخص حول أحلامه كتدوين الحلم أو توضيحه بالتفصيل ، شفهيّاً أو بصريّاً ، وتغيير نهاية الحلم، بعد ذلك وفي كلّ مساء قبل النّوم قد يروي الشّخص الحلم الجديد ذو النّهاية الجديدة بصوتٍ عالٍ لبضع دقائق.

إنّ عملية التّسجيل والتّغيير والتّمرين هذه هي مقدمة علاجات التّعافي الخارقة من خلال الأحلام والقائمة على الأدلة والتّجارب يمكن أن تتم ّالاستعانة ببعض الأدوات للحصول على نتائج علاجيّة أفضل حيث يساعد وجود أشياء مريحة للتّفاعل معها عند الاستيقاظ من الكابوس (كصوت مهدئ للاستماع إليه ، أو دمية دب للعناق ، أو رائحة مهدئة) على دمج العواطف من الأحلام المضطربة وإنشاء شعور أكبر بالأمان العاطفي والسّلامة

وأخيرا تنصح كون "ابقَ فضوليّاً بشأن عقلك ، تعاطف مع محاولاته لدعم بقائك على قيد الحياة". "تذكّر أنّ أحلامك هي ملكك بشكلٍ فريد. إنّها ليست حقيقة ، ولكنّها بدلاً من ذلك هي الفنّ الموجود على قماش عقلك الفطريّ كما لو أنّ عقلك يحتوي على قماشٍ خام معدّ للرّسم وأحلامك هي المادّة المرسومة على مساحات القماش البيضاء في عقلك.

وأخيراً عليك أن تعرف أنّك الوحيد الذي يملك السّلطة على أحلامك وأنّك وحدك من يحقّ له تفسير حلمك وأن تقرّر معانيه.