معنى كلمة صمد
●
●
25 دقيقة للقراءة
●
––– مشاهدة
الإخلاص
لا صدفة لاعبث لا باطل لا عشوائيّة لاسدى لاحظّ لاشكّ لا عدم… وإنّما هو الله أحد!
الصّمد
أكثر أسماء الله الحسنى وروداً في القرآن الكريم هو اسم الله، وأقلّ أسماء الله الحسنى وروداً هو الصّمد.
ورد اسم الله في القرآن الكريم 2864 مرّة بينما ورد اسم الصّمد مرّةً واحدةً فقط
فعندما تقول الله الصّمد فأنت تشمل الكون من أعلى نقطةٍ فيه إلى أدنى نقطة، ومن أعمق نقطة إلى أكثرها سطحيّةً ومادّيّة فترى الخلق والملك من الآخر.
الله الصّمد
في هاتين الكلمتين قوّةٌ مزلزلةٌ عندما تجتمعان شيءٌ ما سيُرى من هذا الاجتماع.
عرّف الله سبحانه وتعالى أكتر كلمةٍ وردت في القرآن بأندر كلمةٍ وردت فيه الله الصّمد
معنى الله الصّمد
كلّ شيءٍ في الكون كلّ شيء ماعدا الله هو عبارةٌ عن نسخة…نسخةٌ متجسّدةٌ من بعض المعلومات
الله و الكون
الله قبل الكون وقبل الخلق وكلّ ما عداه…. كان الله الواحد الأحد الصّمد الأصل …والباقي ماعداه عبارة ٌعن نسخٍ من بعض…
الملائكة يُذكرون مجموعين لأنّهم عبارة عن سوفت وير متشابه العمل، كذلك البشر…الحيوانات… السّحب، كلّ ذلك نسخ من بعض ولا واحد منهم أصل للآخر كلّهم مستنسخين من بعض، فالله سبحانه خلق نفساً ثمّ خلق منها أنفساً خلق منها البشر كلّهم.
الأفكار في رأسك هي أفكارٌ مستنسخةٌ من بعضها، فنحن نعيش في عالم النّسخ ولا نسخة من هذه النّسخ أصليّة، وبالتّالي تتعرّض هذه النّسخ لعالم المتناقضات والهلاك أيّة نسخة يعني غير أصل تزول وتهلك.
من هو الأصل الوحيد الذي لا تشبهه أيّة نسخة من النّسخ الموجودة في الكون كلّه، والذي لا يزول كما تزول النّسخ، ولا توجد فرصةٌ لإزالته لأنّه الأصل؟ في الوقت الذي توجد فيه فرص لإزالة النّسخ المتوافرة في الكون! إنّه الله الصّمد.
الصّمد
أوّل معنى باطني لهذه المفردة أو الكلمة قادمٌ من حرف الصّاد هو الأصل والأصل لا يزول والباقي كله نسخ من بعضها يمكن أن يزولوا أو يستنسخوا من بعض،و الوحيد الذي لا يوجد له أصل قادم منه ولا نسخة تنسخ منه هو الله الصّمد
البعد الثّاني لمعنى لفظ الصّمد
كلّ النّسخ قابلة للتّأثّر، كلّ نسخةٍ قادمةٍ من سوفت ويير ومعلومات لابدّ أن يكون هناك معلومات أعلى منها يمكن أن تؤثّر عليها، وبالتاّلي كلّ النّسخ قابلة للزّوال.
من الوحيد الذي لايمكن ازالته؟ الصّمد لذلك الصّمد هذا اللّفظ النّادر غير أنّ معناه الأصل معناه أيضاً غير القابل للّزوال هو أصل الشّيء لا يذهب ولا يضيع مهما حصل لا ينتهي لانّه الأصل الوحيد.
قل هو الله أحد الله الصّمد أمّا الباقي فمتعدّدين منسوخين يمكن أن يتأثروا و يؤثروا، الصّمد لا هو منسوخ ولا يمكن نسخه ،وفي نفس الوقت لا يمكن إزالته أو التّأثير عليه وهذا هو البعد الثّاني لمعنى صمد باتّجاه الإخلاص لله تعالى
البعد الثّالث لمعنى كلمة صمد
إذاً ذكرنا سابقاً الأصل والغير قابل للإزالة، تعالوا معي كي نبحث في المعنى الثّالث لكلمة صمد ،وهنا نحتاج إلى بعض التّركيز و الوقت لفهم الأمر، سوف نمشي معاً خطوةً خطوة للإمساك تماماً بالمعنى الصّحيح.
ورد في القرآن الكريم أفعالٌ يقوم بها ربّنا سبحانه، ومكّننا من القيام بها رغم أنّنا نسخ مثال:
الخلق تبارك الله أحسن الخالقين فنحن نخلق ونرزق ونريد ونبصر، ربّنا أتاح لنا كنسخٍ أو لنقل كبشر التّناسخ في هذه الأفعال ،لكن هل نستطيع أن نفتق خلق السّموات والأرض؟ أبداً لا يمكننا ذلك، فالأفعال التي جاءت مرّةً واحدةً فقط مع الله سبحانه وتعالى مثل
الله الأصل الصّمد
مثال للتّوضيح
أنا عندي ويب سايت وأنا الآدمن وعندي أعضاء كٌثر في الموقع برتبٍ مختلفةٍ، عضوٌ يعلّق، عضوٌ يضيف مقالاً، عضو يستطيع مسح التّعليق.
أحدهم كتب تعليقاً، يمكن لكلّ الأعضاء مسح التّعليق، فمسح التّعليق هو order أو أمر كلّ الأعضاء يمكنهم نسخه أو القيام به، كلّ الأعضاء عندهم نسخة من هذا الفعل كلّ الأعضاء يستطيعون وضع كومينت، المشرفون فقط يستطيعون مسح الكومنتات أو التّعليقات وليس كلّ الأعضاء لأنّ هنالك أفعالٌ خاصّةٌ ليست متاحةً للجميع، يعني نسبة النّسخ في هذه الأفعال أقلّ، كالملائكة مثلاً نسبة الاستنساخ بالأفعال التي يقومون بها أقلّ من نسبة الاستنساخ في أفعالنا التي نقوم بها نحن البشر.
لغاية ما نصل للأونر أو للأصل صاحب الموقع، عندما يقوم صاحب الموقع الآدمن أو المالك بتنزيل مقال هل يستطيع أيّ عضوٍ أو أيّ مشرفٍ أن يمسحه من الموقع أو يزيله؟ أصلاً تكون عضويّة الآدمن باهتة ليس هناك خيار التّاثير على أفعاله من قبل الآخرين، فخاصّيّة وجود الاكس إلى جانب اسم الآدمن غير موجودة لأنّه غير قابل للإزالة، لأنّ زوال الآدمن يعني زوال الموقع لا يوجد أوبشن أو إمكانيّة لإزالته لأنّه هو الأصل فهو الصّمد في الموقع.
لنعود للكون والخلق إلى منظومة الكون المترامية الواسعة بدرجات الاستنساخ في الأفعال، ستجد أنّ هناك واحدٌ أحد صمد لايمكن الغاؤه أو التّعديل عليه أو التأثير فيه لأنّه هو أصل النّسخ الموجودة كلّها وهو الله الصّمد.
قل هو الله أحد يعني تفسيرك لكلّ الأشياء يعود لله الأحد الله الصّمد، يعني لا تركّز في التّفسيرات المنسوخة لاتفكّر في البشر المنسوخين من بعض لا تركّز في الأنظمة المنسوخة ركّز في الله الّصمد، فعنده أصل التّفسير أصل التأويل أصل الأشياء منبع ونهاية ومصير الأشياء.
أصل مصير إخلاص
كلّها فيها حرف الصّاد
يعني لما أنظر إلى الأشياء في الكون أو إلى نفسي ما الأصل في أفكاري ما الأصل في وجودي والمصير النّهائي الذي ليس بعده مصير؟ إنّه الصّمد هو الأصل والمصير لا قبله مصير ولا بعده مصير عليّ أن أخلص لهذا الأصل الذي لديه المصير الذي هو الصّمد الذي لا يمكن إزالته ولا يمكن إلغاؤه ولا يمكن إفناؤه هو أصل الأشياء والباقي كلّه نسخ من بعض.
في القرآن أفعال أحاديّةٌ وردت لله فقط مثال صُنع الله الذي أتقنه لم يرد إلّا مع الله إذاً هو فعلٌ صمديّ بعكس فعل خلق الذي هو فعلٌ إلهي أعطاه الله للبشر و الملائكة كذلك رزق، منح الله للنّسخ إمكانيّة القيام بهذه الأفعال حيث يمكنهم أن يخلقوا أو يرزقوا لكن فعل أتقن لم يرد إلّا مرة مع الله، هو فعلٌ صمديّ لا يمكننا القيام به كنسخ لكن يمكننا الاقتراب منه.
هذه أفعالٌ صمديّةٌ نادرة الوجود لذلك فهي صعبة المحاكاة صعبة النّسخ لكن يمكننا الاقتراب منها.
ففهمناها سليمان
فعل فهّم لم يرد سوى مرّةً واحدةً في القرآن كلّه ومع اسم الله فقط، اذاً هذا الفعل غير قابل للنّسخ لايمكن للإنسان أن يُفهم الجماد مهما حاول وصنع روبوتات لن يستطيع أن يمنح الإنسان إمكانية فهم كلّ المدركات للروبوت، لأن الإنسان عبارة عن نسخة، لو كان الإنسان صمد كان هو الأصل وكان عنده أوبشين التّفهيم فكان بإمكانه أن يصنع خشبةً لديها وعي عالي مثلاً لكنّه لا يستطيع لأنّه لا يملك اسم الصّمد كما الله فلا يمكنه أن يقوم بالأفعال الصّمديّة متل أتقن فهّم ألهم فتق ورتق أكلؤكم
الآن مالمغزى والفائدة؟
كلّ ما أقوم بعمل أحاول أن لا يكون قابلاً للنّسخ، أقوم به بشكلٍ أصليّ لأقترب به من اسم الله الصّمد، ماذا يعني هذا الكلام؟ أن أقوم بعملٍ أصليّ يعني أن أتقن فيه وأفهّم فيه محاولاً أن أقترب من اسم الصّمد فأخلص في عملي، يعني أنت عندما تتقن عملك لا تكون من المحسنين، لأنّ الإحسان فعلٌ في متناول الجميع أنت تعمل على بحثٍ ما وممكن فلان يعمل بحث أيضاً مثلك، أنتما الاثنان أحسنتما فيه لكن واحدٌ منكما أخلص في البحث فأصبح بحثه أصليّاً أكثر من الآخر، والثّاني بقي نسخة.
الذي يحاول أن يعمل باسم الله الصّمد فيكون ما يعمله أصليّ لا يُستنسخ ولا يُزال غير قابل للإزالة والتّعديل و الفناء بشكلٍ نسبيّ طبعاً.
اذاً دائماً في حياتك للاقتراب من اسم الله الصّمد حاول أن تبحث عن الأصل البس لبس أصلي ،تريد ويندوز اشتري النّسخة الأصليّة، ادرس دراسة أصليّة ادرس المعلومة من عند صاحبها الأصليّ وليس من الذين يستنسخون عنه، فإذا كنت تريد دراسة علمٍ معيّنٍ ابحث على من هو مصدر هذا العلم الشّخص الذي بحث فيه وليس النّسخ التي تنقله هؤلاء لن يقرّبوك من اسم الصّمد.
هكذا تحاول بشكلٍ بسيطٍ أن تشتغل على اسم الله الصّمد بعملك ونتيجة عملك وأفكارك تحاول أن تقترب من الأصل.
هل يتبادر إلى ذهنك هذا السّؤال؟ هل النّاس في الغرب حيث يتّبعون كلّ ما سبق من تعليمات من العمل على الأصل فهم يشتغلون بالأجهزة الأصلية والبرامج الأصليّة هل هم أقرب إلى اسم الله الصّمد؟ نعم الجواب نعم نسبيّاً هم قريبون من اسم الله الصمد وحضارتهم وأسلوب حياتهم والرّاحة والسّهولة والوفرة التي تتدبّر أمورهم إنّما هي شاهدٌ على ذلك.
عندما تكون مع الله سبحانه وتعالى وتعلم أنّه أصل الأشياء كلّها فلا تفسّر الأشياء إلّا من خلاله ولا تؤول الأشياء إلّا من خلاله هكذا أنت تعمل على اسم الصّمد الحقّ.
اسم الصّمد له انعكاساتٌ كثيرةٌٌ في حياتنا في أعمالنا وأفكارنا و تحرّكاتنا في كلّ شيء اعمل على الأصل أبسط شيء في الأكل ابحث عن الطّعام العضوي أو الأورغانيك لأنّها أصليّة كما خلقها الله دون تدخّلات البشر من هرمونات وخلافه فيجعلها مستنسخةً غير أصليّة، فالخصار والفواكه المستنسخة كلّها لا تحوي الصّمديّة في داخلها وبالتّالي عندما تتناولها فنسبة الزّوال والفناء والاستنساخ والتّزويرالتي تدخل معها إلى جسمك سوف تخفّض نسبة الصّمديّة فيه فيزول ويفنى أسرع ممّا لو كنت تتناول طعاماً صمديّاً متناغماً مع صمديّة جسمك الأصلي كما خلقه الله. ' حافظ على الأصول التي منحك الله إيّاها كي لاتضطر للاستعانة بالنّسخ لاحقاً عندما تسوء صحّة أعضائك وتضطر لاستبدالها بنسخٍ غير أصليّة، فجسمك دون أيّة تدخّلات هو صمد لا توجد أيّة نسخة ثانية منه في العالم، وضع الله في جسم كلّ منّا جزءٌ من اسم الصّمد فأصبح فريداً لا يوجد منه نسخةٌ ثانية، فجيناتك لديها نسخةٌ أصليّةٌ تعيد استنساخك باستمرار، مثلاً يموت الجلد فتعيد استنساخه لأنّ هناك نسخةٌ أصليّةٌ في داخلك.
لا تضيّع النّسخة الأصليّة لأنّها لو ضاعت أنت تفنى وتزول، لذلك عندما تعيش بهذا الاسم الصّمد أنّه هو الأصل والمصير فأخلص له لاتفسّر بالاستنساخ فسّر من خلال الله الواحد الأحد الصّمد.
عندما تفسّر الحياة فقط بمنطق الإله الصّمد فأنت تفسرها بالمنطق الذي لا يوجد فيه ثغرة لا يوجد فيه خلل ولا يوجد فيه فرصة للخطأ هكذا لا تخطئ أبداً لأنّك مخلصٌ لله الصّمد.
إذ 111اكنت تريد أن تفهم الحياة بشكلٍ صحيحٍ فقط دع الله الصّمد في قلبك وعقلك وفسّر من خلاله الأشياء فأنت بذلك تفسّرها من الأصل فلن تعود تخطئ أبداً في التّفسير والتأويل.
أمرٌ آخر لابدّ من لفت النّظر إليه قبل الانتقال إلى البحث في المعنى الأخير للفظة صمد يجب أن تعلم أنّه ليس بإمكانك أن تخفي الأفعال الصّمديّة الموجودة في داخلك، بينما الأفعال مثل أن تأكل أو تشرب هذه أفعال مستنسخة ممكن تقوم بها و ممكن تتوقّف عنها وغيرك كلّ المخلوقات النّسخ تستطيع أن تقوم بها و تستطيع أن تكتمها يعني تمثّل أنّك لا تقوم بها، لكن لمّا تقشعر 1مثلاً لا يمكنك كتمانه إنّه فعلً صمديّ، وتبسّم فعلٌ ورد مرّةً واحدةً في القرآن الكريم وهو فعلٌ صمديّ إذاً من الممكن أن تكتم الضّحك لأنّه فعلٌ مستنسخ لكن التّبسم لا يمكن كتمانه.
إذاً الصّمد هو الأصل وليس النّسخة غير قابل للزّوال أو التّأثير عليه وأخيراً
الصّمد هو الذي ليس له جوف
اعتقد النّاس أنّ معنى من ليس له جوف أنّه مسمط لاجوف في داخله، تمّ فهم المعنى من زاويةٍ تجسيديّةٍ ففشلوا في الوصول للمعنى الحقيقي.
الصّمد الذي ليس له جوف معناها أنّ الله سبحانه وتعالى الصّمد الذي ليس لديه فراغ علينا فهمها بشكلٍ أعمق.
تعالوا معنا في هذه الرّحلة الفريدة للبحث في المعنى من زاويةٍ فريدةٍ تماماً، اسأل نفسك السّؤال الآتي ما منشأ الاحتياج لديك أنت كنسخة؟ سبب الاحتياج هو وجود فراغ ٍداخليّ لديك فمثلاً منشأ الاحتياج للأكل هو وجود فراغٍ في الأمعاء والمعدة والمرئ.
الإنسان مليءٌ بالفراغات أو المسارات وبالتّالي مليءٌ بالشّهوات و و بحاجةٍ لملء تلك الفراغات من العالم الخارجيّ فيتمّ التأثير عليه من خلال تلك الفراغات.
طيّب كيف ربّنا سبحانه ليس لديه فراغات مثلنا؟
هنالك حقيقةٌ من الجيّد معرفتها أنّه كلّما امتلك الكائن فراغات كلّما كان من السّهولة بمكان الدّخول في تلك الفراغات وإزالته من خلالها، مثلا عندما يريد البيولوجيون تفتيت صخرةٍ أو جبلٍ ،ما هو أوّل شيءٍ يقومون به؟ إنّهم يُحدثون بعض الفراغات في الصّخرة أو الجبل ويضعون الديناميت في الفراغات وعندما ينفجر الديناميت تتشتّت الصّخرة، وبذات الطّريقة يمكن التّأثير على الكائنات بوجود الفراغات.
فكلّ من خلقهم الله من كائناتٍ بداخلهم فراغاتٌ لابدّ من ملئها، ربنا سبحانه وتعالى يملؤها لنا بعلمٍ أو رزقٍ أو بأوامر أو بأكلٍ وشرب ٍ تبعاً لنوع الكائن ونوع الفراغ،وبالتّالي من السّهل أن تزول هذه الكائنات ومن السّهل التّأثير عليها، خذ مثالاً أمامك إنسانٌ جائعٌ سيكون من السّهل التأثير عليه وتحريكه والتّحكّم به بسبب الفراغ الذي في داخله، إنّه جائعٌ ويريد أن يأكل يريد أن يملأ الفراغ.
كل المخلوقات تحتاج بعضها البعض وهي نسخٌ يؤثّر بعضها ببعض بسبب فكرة الفراغ في داخلها، والنّسخة دوماً فيها فراغات فيها جوف.
ربّنا سبحانه وتعالى صمد يعني ليس لديه أيّة ثغرة أو فراغ أو مسار يحتاج ملؤها من أيّ شيءٍ آخر من الخارج، فلا يمكن الدّخول لهذا الفراغ أو التّاثير فيه أو اللّعب من خلاله لأنّه هو دوماً نقطة ضعف الكائن، بينما الله سبحانه لا نقطة ضعفٍ لديه… لافراغ لديه… وبالتّالي هو صمد.
علم الله وسلطته وسلطانه ويده وبطشه وقربه وسعته نافذٌ في هذا الكون كلّه بل وأكثر وأبعد من الكون.
سعة الله وقرب الله وسيطرته وإحاطته للكون هذا لا توجد فيها نقطة فراغ لأنّه لو حدث ووُجدت نقطة فراغ فيه فهذا إن عنى شيئاً يعنى أنّه من الممكن العبث بالكون كلّه من خلالها، وبما أنّ الله صمديّ فقد أنشأ كونه باسم الصّمد فلاتوجد نقطةٌ فارغةٌ الله غير واصل لها ولا محيط فيها أو قريب منها ولا عليم فيها لا توجد ولا نقطة فارغة لا يصل سلطة الله ولا علمه ولا قربه منها لا نقطة فراغ ولا ثغرة في الكون كله.
هنا يقوم الإنسان بشيءٍ ضد ّهذه الحقيقة ينفّذ ما يندرج تحت نظريّة الفقاعة.
لنعطي مثالاً توضيحيّاً كمثال الموقع سابقاً، مثلا لدينا حوض ماءٍ كلّه ماء ولا فراغ في الحوض وظهرت فقاعة هواء من قعر الحوض، المياه عندها اسم الصّمد ليس فيها فراغ مياهٌ خالصةٌ ليس فيها ثغرات، لنفترض وُجدت فقاعة في الماء الصّمديّ ما الذي سيحصل لها ؟ طبعاً لن يسمح الماء لهذه الفقاعة أن تتواجد لوقتٍ طويلٍ وسوف تتلاشى وتعود المياه متّصلةً ببعضها مرّةً أخرى دون أيّ فراغٍ أو ثغرةٍ بداخلها.
لنعود مرّةً أخرى إلى الكون ومراميه الواسعة المتوسّعة، ربنا سبحانه وتعالى واصل للكون من أعلى نقطةٍٍ فيه إلى أدنى نقطةٍ فيه بطريقةٍ بحيث لا يوجد أيّ فراغ ٍ لافي سلطته سبحانه ولا علمه ولا وصوله ولافي قربه ولا وسعه هنا يسلك الإنسان تماماً سلوك فقاعة الهواء في حوض الماء الصّمديّ حيث لاتوجد فراغات يأتي الإنسان ظاهريّاً أونفسيّاً بحيث يصنع فقاعة هواءٍ في الماء، كيف؟ بأن يجعل حياته وبيته لنفسه وليس لله كما الكون كله لله!
هنا سوف نكتشف الإخلاص كيف يأتي وعلاقته باسم الصّمد
أوّل ما تعيش لنفسك أو لشيءٍ آخر غير الله تكون قد صنعت فقاعة هواءٍ في الماء يعني أحدثت فراغاً وأمسى كلّ الكون من حولك كلّه لله إلّا المنطقة الخاصّة بك الحيّز الذي تعيش فيه لم يعد لله، وبالتّالي عملت فيه فراغاً وفقاعة وهذه ثغرةٌ ظاهريّةٌُ ونفسيّةٌ في خلق الله
ربّنا صمد ليس عنده فراغات ولا يسمح بالفراغات لا بكونه ولا في خلقه، الفراغات الموجودة بداخلك التي أوجدها الله أصلاً في جسمك وُجدت ليكون الكلّ بحاجة بعضهم ويتناغمون من خلال هذه الحاجة المتبادلة، أمّا أن تقوم أنت بصنع فراغٍ في الكون من نفسك كفقاعة الماء فإنّ الماء سيضغط على الفقاعة حتّى تخرج وتتلاشى.
من يصنع فراغاً في حياته وهذا الفراغ لم يعد مملوءاً بذكر الله وعبادته وبحبّه والتّحرك ابتغاء وجهه يعني من عاش لدون الله وصنع فقاعةً في الهواء في الوسط المائيّ الضّاغط فلا يمكن لهذه الفقاعة أن تستمرّ في الوجود لأنّ الوسط كلّه يسير باسم الله الصّمد فلا يسمح للفراغ بالوجود فتتلاشى الفقاعة، يعني أنت لو عشت لغير الله وعشت لنفسك فتعلّقت بشخص أيّاً كان أو مال أو هدف بعيداً عن الله ستكون أنت فقاعة الوسط، والكون كلّه والدّنيا كلّها تحاول أن تفني وجود الفقاعة التي صنعتها لأنّه لن يسمح بوجود فقاعة في هذا الكون المبني على اسم الله الصّمد.
لذلك فالإخلاص المرتبط باسم الله الصّمد أن تكون عبادتك وعلاقتك به أيّ بالله سبحانه لا فراغات فيها ولا شوائب لبنٌ أبيضٌ خالص ٌ.
فالإخلاص هو أن تجعل حياتك ليس فيها حيّزٌ لربنا وحيّزٌ آخر ليس له، الموضوع هنا لايمكن تجزئته، فالحيّز الذي هو لله سبحانه يكون مناسباً للتّيّار كلّه مناسباً لاسم الصّمد، بينما الحيّز الذي ليس لله سبحانه يتحوّل إلى فقاعة، فلم تعد حياتك خالصةً لله
ولكي تفعّل اسم الله الصّمد في حياتك عليك أن تبقى دون ثغراتٍ وفراغاتٍ وحياتك تسير مع تيّارات ما خلقه الله سبحانه وتعالى في الكون باسم الصّمد، فالإنسان الذي يعيش بهذه الطّريقة لايمكن أن يُزال حتّى بعد موته يكون في رحمة الله وفي الآخرة يكون في كنف الله، فلن يجتمع عذاب الله ليبدّد هذه الفقاعة الوهميّة لأنّك ستكون متناغمٌ مع اسم الله الصّمد دون فقاعات.
انتبه أن تكون فقاعةً كبيرةً في الوسط الكوني لأنّ الله عندها لن يرحمك، لأنّ الوسط الكوني وسطٌ من خلقه وملكه، وأنت تحاول أن تنشيء فقاعةً فيه، لو أخلصت يعني أزلت الفقاعات والثّغرات والّشوائب يعني باتت حياتك وطفولتك كما كبرك، في طفولتك كنت متوكّلاً على الله، وفي كبرك بقيت متوكّلاً على الله، وفي طفولتك تتبرّأ من حولك وقوّتك، وفي كبرك تتبرّأ من من حولك وقوّتك يعني خالصاً مخلصاً ستكون عندها محاطاً برحمته.
عبادة الإخلاص تكون فيها على التّوازي مع اسم الصّمد، لأنّك أزلت الفراغات لأنّ الله سبحانه لايسمح بوجود فراغاتٍ في الكون ولاتوجد مساحةٌ مهما صغرت فارغةٌ علمه وسلطته وسلطانه وسعته لا تصل إليها، وحتّى الفراغات المادّيّة التي خلقها الله سبحانه في داخلنا خلق في داخلها رحمته وفضله ويرسل لها الأكل والشّرب وخلافه وكلّ ما تحتاجه.
فكرةٌ على الهامش
عندما خلق الله سبحانه الإنسان من حمأ مسنون ورآه الشّيطان على هذه الهيئة مليئاً بالفراغات، أسعده ما رأى من مساراتٍ وفراغات و قال سوف أضلّه بسهولة
، لماذا بسهولة؟ لأنّه كلّما قلّت الفراغات تقل نسبة التّاثير على الكائن والشّيطان وجد الكثير منها فينا.
الموهبة التي تميّزك وهي أصلٌ في داخلك هي قادمةٌ من اسم الصّمد، كلّ شيءٍ داخلك، جسمك الأصلي، وعظامك، وغددك، هرموناتك، وكروموزوماتك، وبصمة يدك، وعيونك، هذه الأشياء الفريدة كلّها من اسم الصّمد. كلّ هذا تجلّيات اسم الله الصّمد، لمّا خلقك الله خلقك باسم الصّمد.
عندما يكون هناك قضيّة مستعصية الفهم عليك، أو أنّك تريد فهم شيء صعب الفهم عليك، أنت هنا بحاجةٍ إلى اسم الصّمد لأنّ التّفهيم فعلٌ صمديّ.
تريد أن يكون عملك أصليّ تتقنه فلا ينسخه أحد، فعل أتقن مصدره اسم الصّمد يعني لو اسم الصّمد عمل عندك في كلّ مجالات حياتك سينعكس عليك نفسيّاً وفكريّاً وعقليّاً وجسديّاً وصحيّاً وهرمونيّاً وغدديّاً وعمليّاً ومهنيّاً.
عندما تتزوّج لن تتزوّج النّسخ، تتزوج زوجك الأصليّ المخلوق لك، فلا تقع في الزواج والطّلاق مراراً وتكراراً لأنّك إن لم تعمل باسم الله الصّمد ستقابل نسخ أشخاص آخرين وليست نسختك.
عندما يشتغل اسم الصّمد في حياتك، كلّ شيء في حياتك سيكون أصليّاً من المادّيّات إلى المشاعر. عندما تقول أحتاج إلى المال لاشتري طعاماً أصليّاً أوعضويّاً هذا يعني أنت تفكر بالنّسخة أي المال لتحصل على طعام صحّي أصليّ هكذا أنت تعزي الأصل لنّسخة فلن تحصل عليه
اشتغل على اسم الله الصّمد واسأل الله الصّمد أن يأتيك بكلّ ما تريد من حاجاتٍ أصليّةٍ من حولك. التّعرّف على الله وبدء تدبّر آياته سوف يوصلنا لقمّة الوعي والعلم والحكمة.