الاكتئاب وحشٌ يرتدي قناع الحزن والأسى والحنين ويسلبك حياتك

19 دقيقة للقراءة

––– مشاهدة

person wearing red hoodie sitting in front of body of water

لا قدرة لي على رؤية أحدٍ الآن…مرّ أسبوعٌ ولم أنجز شيئاً من العمل المطلوب منّي..كلّ يومٍ أحاول جاهداً النّهوض من الفراش والذّهاب إلى عملي… لا رغبة لي في الخروج البتّة… لا رغبة لي بالاستحمام

.مرّ أسبوعٌ ولم أنجز شيئاً من هذا البحث… لاشهيّة لي لتناول الطّعام…. لا رغبة لي في تلقّي الاتّصالات

هل تعرف هذا الحوار ؟

هل سمعت أحداً ما يردّده؟

هل كنت أنت هذا الشّخص يا ترى؟

الاكتئاب حالةٌ يمرّ بها شخصٌ قد يجلس إلى جوارك الآن، قد يكون شخصاً عزيزاً على قلبك شريكك أو ابنك أو أحد والديك، وقد يكون صديقك الرّائع وربّما تكون أنت!

كيف تساعد شخصاً قريباً منك مصاباً بالاكتئاب ؟وكيف تعرف أنّ عليك أنت طلب المساعدة في حال كنت أنت ذلك الشّخص؟

قبل كلّ شيءٍ كيف تعرف أنّك أو أحدٌ ما من محيطك القريب يعاني من إحدى درجات الاكتئاب؟ وكيف يمكنك تجنّب الانتقال بالاكتئاب من مراحله الأولى سهلة العلاج إلى مراحله الصّعبة العصيّة؟

من العلامات الأساسيّة والتي يشترك فيها الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب

هذه العلامات الشّائعة التّي رصدها المختصّون النّفسيّون في أبحاثهم

  1. مزاجٌ منخفضٌ مستمرّ مع أنّه من الطّبيعيّ أن نشعر بالإحباط من وقتٍ لآخر...
  2. فقدان الاهتمام بالأشياء التي استمتعت بها من قبل و في بعض الأحيان نفقد الاهتمام بالأشياء التي اعتدنا أن نحبّها قد يكون أمراً عاديّاً ...
  3. مشاعر انعدام القيمة الذّاتيّة ...
  4. ضعف التّركيز
  5. صعوبةٌ في تذكّر التّفاصيل واتّخاذ القرارات
  6. إعياء
  7. الشّعور بالذّنب وانعدام القيمة والعجز
  8. التّشاؤم واليأس
  9. الأرق ، الاستيقاظ في الصّباح الباكر ، أو النّوم لفتراتٍ طويلةٍ
  10. الغرابة أو الانفعال
  11. الإفراط في الأكل ، أو فقدان الشّهيّة
  12. أوجاع أو آلام أو صداع أو تقلّصات لا تزول
  13. مشاكل الجهاز الهضمي التي لا تتحسّن ، حتّى مع العلاج
  14. استمرار المشاعر الحزينة أو القلقة أو الفارغة
  15. أفكار انتحاريّة أو محاولات انتحار

مع كلّ الأحداث التي تمرّ علينا في حياتنا خلال العمل والعلاقات والقدرة على اتّخاذ القرارات والتّردّد في اتّخاذ القرارات ووضع الآخرين وآرائهم بنا وسلوكيّاتهم تجاهنا في مقدّمة أولويّات تفكيرنا، والصّوت الذي في رأسك يقول لك أنت لست جيّداً كفاية، ربّما هو صوتك الدّاخلي أو أصوات الآخرين أهلك أو شريكك العاطفيّ أو معلّمك في الصّف الخامس الابتدائي والقائمة تطول هنا…

(لازالت كلماته تتردّد في رأسي حتّى هذه اللّحظة)، من المؤذي العيش مع الكلام الجارح أو الجرح بحدّ ذاته دون علاج سوف يقودنا ذلك للدّخول من بوّابة الاكتئاب وأقصد هنا الحزن والإحباط الدّائمين والمتراكمين، في كلّ لحظةٍ نتذكّر فيها الألم النّاجم عن الجرح يبدو وكأنّه حدث الآن، استحضار الألم يعطي أمراً لعقلك وجسمك وكأنّك تتعرّض له الآن وفي هذه اللّحظة بالذّات، فالعقل لا يميّز بين تذكّر الأمر وتخيّله و بين عيشه حقيقةً، العقل لا يميّز أنّك تتخيّل أوتعيش الحالة بالفعل لذلك عليك الحذر عندما تستحضر فكرةً ما , حاول أن تنتقي الأجمل لك والأسعد ذلك لأنّ كلّ جسمك يشتغل على الإحساس بتلك الفكرة وتلبية احتياجاتها من زيادة في ضربات القلب وألم في المعدة وتقلصّات في العضلات … يعني هرموناتك وغددك وهضمك والمساحات الشّاسعة من جلدك كلّهم على استعداد تام لمساعدتك في استحضار الشّعور وكأنّك تعايش الموقف تماماً في هذه اللّحظة لذلك ابدأ بمعاملة أفكارك بتحيّزٍ يفيدك ويفيد سعادتك وخططك المستقبليّة ويحميك من الوقوع في شرك الحزن طويل الأمد.

قم بهذه التّجربة البسيطة:

استلق في مكانٍ هادئٍ ،أو اجلس لا فرق ،أغمض عينيك وتذكّر موقفاً أساء فيه أحدهم إليك و جعلك تشعر بالاستياء أمام مجموعةٍ من النّاس، تذكّر الحادثة بكلّ تفاصيلها الأشخاص الموجودين كلامهم ماذا كانوا يرتدون شعورك في تلك اللّحظة وكيف نظر إليك الجميع وكلمات الشّخص الذي آذاك… هل ترى؟! أنت تعيش الحالة مجدّداً! الآن أعد التّجربة لكن مع موقفٍ شكّل لك شعوراً جيّداً وإحساساً بالسّعادة آه أخبرني كيف سار الأمر أيضاً؟

كرّر التّجربة وتخيّل أمراً مزعجاً أو جميلاً لم يحصل معك أصلاً فقط تخيّل حدوثه واستحضره

أخبرني الآن على ماذا حصلت؟

ل لاحظت أنّ ردو فعلك ذاتها وكأنّك تعايش الموضوع الآن سواء كان أمراً جيّداً أم سيّئاً حقيقيّاً أم متخيّلاً؟

هذه السّمة لعقولنا جيّدة علينا استخدامها لصالحنا لأنّ عقلنا يبدأ ببناء الجو المناسب لأفكارنا حولنا ويدلّنا على الطّرق التي توصلنا أهدافنا تبعاً لشعورنا.

من الطّبيعي الشّعور بالحزن لبعض الوقت في فتراتٍ متفاوتةٍ أو في بعض أيّام الأسبوع عندما يزداد الضّغط وتزداد المهام أو عندما نبحث في الذّكريات المؤلمة في دهاليز الذّاكرة ، كلّه يبقى في حيّز الطّبيعيّ حتّى نصل للوقت الذي يصبح فيه الأمر طريقة حياةٍ وأسلوب تفكير ويبدأ ذلك يؤثّر بقوّةٍ على تركيزنا وعلى صحّتنا وتستمر لفتراتٍ طويلةٍ من الزّمن ، فإنّها يمكن أن تمنعك من عيش حياةٍ طبيعيّةٍ ونشيطة.

الدّخول والتورّط في أيّ مرضٍ عقليّ أو جسديّ لفتراتٍ طويلةٍ هو قرارنا والعلاج منه هو قرارنا، كن بالمرصاد للأعراض كن كالقنّاص الذي يقف متأهّباً لظهور العدو في أيّة لحظةٍ للقضاء عليه، لاعب تلك الأعراض بحنكتك وأبعدها عنك باكتشافك لها قبل دخولها من بوابة عقلك وقلبك حرفيًّا قل للأفكار المحزنة والتّي لاتخدمك في خطط تطوّرك ونجاحك وسعادتك ارحلي أنا لست بحاجةٍ إليك لبناء حياتي وسعادتي… تعامل معها وكأنّها مخلوقٌ يسمع ويستاء ويرحل…

هذا هو الوقت المناسب لطلب المساعدة الطبية

يعتقد معظمنا أنّ استشارةً طبّيّةً تكون ضروريّةً وهي الحلّ الأوّل كبدايةٍ لاكتشاف الأمر، لكنّني أعتقد أنّ أمراً واحداً آخر إذا أتقنّا القيام به سيكون من أفضل أعمال الوقاية من الأمراض كلّها وليس فقط الاكتئاب.

لاحظوا أنّني أريد أن يتمّ التّعامل مع الاكتئاب بجدّيّةٍ بسبب خطورته في حال تمّ تجاهل أعراضه وعدم اللّجوء للعلاج والشّفاء منه وفي نفس الوقت أريد الاستخفاف بقوّته وسطوته علينا أي لا أعطيه كلّ هذه القيمة فيتمكّن منّي شأنه في ذلك شأن أيّ أمرٍ أتعامل معه في حياتي لا أريد لأيّ أحدٍ منّا أن يعتقد أنّه غير قادرٍ على التّغلّب على هذا المرض في كلّ مراحله ولكن أريدك أن تعرف أنّك أنت الأقوى في مرحلته الأولى يمكنك طرده من بوابة عقلك إن أردت.

فكما أنّنا نراقب طعامنا كي لانصاب بالسّكري أو ارتفاع ضغط الدّم ،أو أنّنا ننام باكراً كي نحمي أجهزة جسمنا، ونشرب الماء لنرطّب جلدنا، كذلك هو الأمر بالنّسبة لمشاعرنا من الحزن والفرح والخوف والغضب علينا مراقبتها وقيادتها بحكمة، لأنّها هي المؤشر الذي يدلّنا في أيّ اتّجاه نحن نسير يعني علينا الشّعور بكلّ أنواع المشاعر ولكن علينا استخدام هذا الشّعور لتحديد موقعنا ورفع ذبذباتنا التي ندخل من خلالها إلى عالم البهجة المعاكس لعالم الاكتئاب.

المراقبة مراقبتك الجيّدة لكلّ ما هو داخلك وحولك من سلوكك وعاداتك ومشاعرك إلى سلوك وعادات أحبّائك من حولك، أجد المراقبة أمراً غايةً في الأهميّة عندما نعتني بأنفسنا وأحبّائنا المقرّبين شركاؤنا أهلنا وأولادنا فإنّنا ندرك بسهولةٍ متغيّراتهم ومتغيّراتنا، ونعلم تماماً اللّحظة التي يبدأ فيها أمرٌ ما لا يعمل على ما يرام، هذا المحيط الآمن الذي يتمّ بناؤه تدريجيّاً مع الذّات والمحيط هو صمّام الأمان أو الضّوء الأخضر الذي يضيء في قلوبنا وعقولنا أنّ أمراً ما خارج عن طبيعتنا أو طبيعة أحدٍ ما من حولنا يحدث الآن.

طبيب العائلة شخصٌ جيّدٌ للّجوء إليه كلّ الأوقات فهو يمتلك صفة المراقب المنظّم لصحّتنا وأجسامنا بدقّةٍ وعن تجربةٍ واستقصاءٍ لحالتنا في حال كانت زياراتنا له دوريّةً ولديه في سجلّاته ما يعرف عنّا منه الكثير، في حال وجوده في حياتك هو شخصٌ جيّد حيث يمكنك البدء فالطّبيب قادرٌ على مقارنة الأعراض التي تعاني منها مع تاريخك الطّبيّ لديه بسهولة.

نظام المراقبة الذّاتيّة لك ولمن حولك والاستعانة بالطّبيب في المراحل الأولى لأيّ مرضٍ من شأنه أن يسهّل عمليّة العلاج

لا تجعل الأعراض تنال منك لوقتٍ طويلٍ، فالاكتئاب ضيفٌ يحلّ على نفوسنا بمراحل مختلفة كلّما أهّلت به وسهّلت وفتحت له أبوابك وانزلقت في غياهب سواده الذي يسبغ فيه كلّ تفاصيلك طمع بك أكثر وتمدّد على حواسك وبصيرتك وعلاقاتك

لا تنزلق إنّه مرضٌ يغريك بلحظاتٍ من الاستسلام والرّاحة من التّفكير بمدى مسؤوليتك عن حياتك وما يحدث في حياتك وما سيحدث في حياتك ليضع المسؤوليّة بين يدي الآخرين والظّروف ويعطينا ذلك الإحساس كوننا الضّحايا الذين تمت الاستهانة بنا عندما كنّا صغاراً حيث تخلّى عنّا أحد والدينا أو كلاهما إمّا رحلوا وتركونا وربّما ماتوا في كلتا الحالتين نشعر بالفقد والتّخلّي، أو ربّما تواجدوا فيزيائيّاً لكنّهم عاملونا بتجاهلٍ وكأنّنا غير مرئيّين بالنّسبة لهم، أو أنّنا تعرّضنا لتربيةٍ قاسيةٍ من أبٍ أو أمّ ساميين لم يجيدا سوى تعريضنا لمزيدٍ من الصّدمات

نكبر دون علاجٍ للصّدمات ونتركها تتمكّن منّا، جميعنا دون استثناءٍ بحاجةٍ لعلاج صدمات الطّفولة التي هي المنشأ الأساسي لكلّ أمراضنا النّفسيّة لكنّا نتركها بوعيٍ أو دون وعيٍ منّا لتبقى سلاحنا في لوم الآخرين كي يبقوا أشراراً في عيوننا ونحافظ على كرهنا لهم وتحميلهم مسؤوليّة ألمنا، ذلك يبدو لنا أسهل من اكتشاف حقيقة الأمر وهو أنّ كلّ الآباء والأمهات لديهم صدمات طفولةٍ غير معالجة من آبائهم وأمّهاتهم وبالتّالي هم من هذا المنظور ضحايا أيضاً وربّما عانوا من الاكتئاب بدرجاته المختلفة في مراحل مختلفة من حياتهم دون أن يتلقّوا المساعدة من أحد وبإنجابهم لنا يصنعون ضحايا جدد بتعريضنا لصدماتٍ لا يدركون أنّهم يعرّضونا لها،و يقدّمونها إلينا بغلافٍ من المسمّيات قد يكون الحبّ واحداً منها

على أحدٍ ما أن يصحو ويعي ما يحصل ويعمل على إيقاف هذه الدّائرة ويبدأ بوضع المسؤوليّات في مكانها السّليم.

عندما نعلم أنّ أمورنا في يدنا وأنّنا قادرون على حماية أنفسنا وحماية من نحبّ فقط بزيادة مداركنا ودراسةٍ بسيطةٍ عن بعض الحقائق النفسيّة والتّربويّة وطبيعة العلاقات ومفهوم المسامحة والغفران سوف نتجنّب الكثير من الأذى والتّعب.

إذا استمر اكتئابك دون علاجٍ ، فقد يزداد سوءاً وإذا استمرّ لأشهرٍ أو حتّى سنواتٍ يمكن أن يسّبب المزيد من الألم وربّما يؤدّي إلى الانتحار ، كما يحدث مع حوالي 1 من كلّ 10 أشخاص مصابين بالاكتئاب.

دراك الأعراض في وقتٍ مبكّرٍ في حالات الاكتئاب أمرٌ مهمٌ شأنه شأن الكشف المبكر عن أيّ عارضٍ جسديّ وكيف أنّ الكشف المبكر يساعد في سهولة العلاج وتجنّب الآثار السّلبيّة النّاتجة عن الإهمال والتّجاهل والإنكار.

ولسوء الحظّ ، لا يتمّ تشخيص أو علاج حوالي نصف الأشخاص المصابين بالاكتئاب.

كيف يتمّ التّشخيص؟

لا يوجد اختبار اكتئاب يمكن للطّبيب استخدامه لمعرفة ما إذا كان لديك اكتئاب، لذا فإنّ تشخيصه غالبًا ما يبدأ بسجلّك الطّبيّ لديه وبفحصٍ سريريّ.

لدى زيارتك للطّبيب للتّأكد من كونك تعاني من الاكتئاب أم هو شعورٌ عابرٌ سيمرّ بعد مرور الأزمة أو الحدث الذي يجري معك أو أيّا كان توقّع أن يسألك طبيبك هذه الأسئلة:

  • متى بدأت الأعراض لديك (تذكّر هنا كم تفيدك خاصّيّة المراقبة)؟
  • كم من الوقت استمرّت؟
  • ما مدى شدّتها؟
  • إذا كان الاكتئاب أو غيره من الأمراض العقليّة متوارثةٌ في عائلتك؟
  • إذا كان لديك تاريخٌ من تعاطي المخدّرات أو الكحول؟
  • سيتمّ سؤالك أيضاً عمّا إذا كنت قد عانيت من أعراضٍ مشابهة للاكتئاب من قبل ، وإذا كان الأمر كذلك ، فكيف تمّ علاجها؟

ما لخطوة التّالية؟

إذا استبعد طبيبك سبباً جسديّاً لأعراضك ، فقد يبدأ في علاجك أو يحيلك إلى أخصائي الصّحّة العقليةّ.

سيحدّد هذا الاختصاصي أفضل مسار ٍللعلاج، قد يشمل ذلك الأدوية (مثل مضادّات الاكتئاب) أو نوعٍ من العلاج يسمّى العلاج النّفسي أو كليهما.

كن مستعدًا لعمليّةٍ تستغرق بعض الوقت، قد تحتاج إلى تجربة علاجاتٍ مختلفةٍ، وقد يستغرق الأمر أكثر من شهرٍ حتّى تأخذ الأدوية مفعولها الكامل.

وهنا لابدّ من الإشارة إلى الدّور الكبير الذي يلعبه الآخرون المقرّبون من الشّخص الذي يعاني الاكتئاب فترة علاجه:

نصائح للمحيطين بأحد الأشخاص الذين يمرون بحالة اكتئاب:

سوف نفترض أنّك علمت أنّ شخصاً ما قريب منك قد تمّ تشخيص حالته بالاكتئاب في أحد مراحله ،وأنت متواجدٌ الى جواره في هذه الرّحلة ترى ماهو دورك؟

  1. كن موجوداً لدعمه والاستماع إليه
  2. قدّم الدّعم لا تنتقده أو تحكم عليه
  3. لاتكن قاسياً ولا تقلّل من آلامه
  4. لاتقدّم النّصيحة بشكلٍ مباشرٍ وتجنّب إجراء المقارنات
  5. كأن تقول له حصل معي نفس الشّيء لكنّني لم اكتئب!

النّاس تختلف في ردود أفعالها تجاه الأزمات والمصاعب والأحزان وما هو ذو أهمّيةٍ ويصطفّ في مقدّمة أولويّاتك قد لا يكون كذلك بالنّسبة للآخرين لذا لا يمكنك إجراء هذه المقارنة البتّة.

هل هناك علاماتٌ تحذيريّةٌ من الانتحار بسبب الاكتئاب؟

عندما ترى أنّ الشّخص الذي أمامك يعاني من هذه التّقلّبات عليك الحذر :

  • التّحوّل المفاجئ من الحزن إلى الهدوء الشّديد ، أو الظّهور بمظهر السّعادة دائماً، الحديث أو التّفكير في الموت بشكلٍ متكرّر.
  • الاكتئاب السّريري (الحزن العميق ، وفقدان الاهتمام ، وصعوبة النّوم وتناول الطعام) الذي يزداد سوءاً.
  • المخاطرة التي قد تؤدي إلى الوفاة ، مثل القيادة عبر الأضواء الحمراء
  • الإدلاء بتعليقات ٍحول كونك ميؤوسٌ منك أو عاجز أو عديم القيمة أو الفائدة
    إحدى الطّبيبات المقيمات في مشفى الجامعة في عمّان وقبل إقدامها على الانتحار بساعاتٍ بإلقاء نفسها وألمها وحزنها واستيائها من نافذة الطّابق التّاسع في المشفى كانت قد كتبت على تويتر: تذكّروني بالخير أو انسوني فأنا منسيةٌ على كلّ حال! ورحلت بعد ساعات
  • قول أشياء مثل سيكون من الأفضل لو لم أكن هنا أو أريد الخروج
  • الحديث عن الانتحار
  • زيارات غير متوقّعة أو اتّصالات بالأصدقاء المقرّبين والأحبّاء

إذا أظهرت أنت أو أيّ شخصٍ تعرفه أيّاً من علامات التّحذير المذكورة أعلاه ، عليك اتّخاذ الإجراءات اللازمة والاتّصال بالطّوارئ أو شخصٍ يمكنه التّحكّم بالأمور بشكلٍ سليم.

هل توجد علاجات أخرى لأعراض الاكتئاب؟

هناك علاجاتٌ أخرى قد يفكّر فيها طبيبك كالعلاج بالصّدمات الكهربائيّة ، وهو خيارٌ علاجيٌّ للأشخاص الذين لا تتحسّن أعراضهم مع الأدوية أو الذين يعانون من اكتئابٍ حادّ ويحتاجون إلى العلاج على الفور.

يتضمّن التّحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة ، أو TMS ، استخدام جهازٍ غير باضع يتم تثبيته فوق الرّأس لتحفيز المجال المغناطيسيّ يستهدف جزءاً معيّناً من الدّماغ يمكن أن يؤدّي إلى الاكتئاب.

مع تحفيز العصب المبهم ، أو VMS، يتمّزرع جهازٍ يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب جراحيّاَ تحت عظم الترقوة لتوصيل نبضاتٍ منتظمةٍ إلى الدماغ.

نصائح ختاميّة

  1. إذا تسبّبت أعراض الاكتئاب التي تعانيها في حدوث مشكلاتٍ في العلاقات أو العمل أو العائلة - ولا يوجد حلّ واضحٌ - فيجب أن تستشير متخصّصاً
  2. يمكن أن يساعد التّحدّث مع مستشار أو طبيب الصّحّة العقليّة في منع الأمور من أن تزداد سوءاً، خاصّةً إذا استمرّت الأعراض لديك لفترة ٍ طويلةٍ من الوقت.
  3. إذا كنت أنت أو أيّ شخصٍ تعرفه لديه أفكار أو مشاعر انتحاريّة ، فاطلب المساعدة على الفور.
  4. من المهمّ أن تفهم أنّ الشّعور بالاكتئاب لا يعني أنّك مصاب ٌبالاكتئاب حيث لا تتضمّن هذه الحالة تغييرات في الحالة المزاجيّة فحسب ، بل تشمل أيضاً تغييرات في النّوم والطّاقة والشّهيّة والتّركيز والتّحفيز
  5. إذا كانت لديك أعراضٌ جسديّةٌ مثل هذه ووجدت نفسك تشعر بالاكتئاب معظم الوقت لأياّمٍ أو أسابيع ، فاستشر طبيبك.

تمّت الاستفادة في هذا المقال من بعض المعلومات الطّبيّة الموجودة في مقالٍ عن الاكتئاب يمكنك الوصول إليه في الرّابط أدناه