هل يجب أن تتكلّم أكثر عندما تفتح حديثاً مع الآخرين؟

7 دقيقة للقراءة

––– مشاهدة

two white message balloons

أثبتت دراسةٌ حديثةٌ أنّ النّاس يحصّلون حبّاً أكثر كلّما تحدّثوا أكثر

وجدت دراسة ٌجديدةٌ أنّ النّاس يميلون إلى الاعتقاد بأنّ عليهم الاستماع أكثر من التّحدّث عندما يكون هدفهم هو أن يحبّهم أو ينجذب إليهم شريكهم في المحادثة.

لكن وعلى عكس هذا الاعتقاد ، حصّل الأشخاص الذين تحدّثوا أقلّ على مشاعر أفضل وحبّاً أكثر من شركائهم في الحديث عندما تحدّثوا أكثر وانفتحوا في كلامهم بشكلٍ أكبر.

إذا كنت تجري محادثةً مع أحد معارفك الجدد ، وتريد منه أن يُعجب بك ، فهل يجب أن تستمع أكثر من التّحدث؟ أم أنّه عليك التّحدّث قدر المستطاع؟

طرحت كوين هيرشي من جامعة فيرجينيا وزملاؤها هذا السّؤال على مجموعةٍ من طلّاب الجامعات، يعتقد معظم الطّلاب أنّه يجب عليهم التّحدّث أقلّ من شريكهم في المحادثة حتّى يكونوا محبوبين من قِبَلِه، لكن تبيّن أنّ هذا الاعتقاد غير دقيق نسبيّاً.

التّجربة

دعت هيرشي وزملاؤها مجموعةً أخرى من طلّاب الجامعات للمشاركة في محادثةٍ مدّتها 7 دقائق مع شخصٍ غريبٍ، تمّ توجيه المحادثة بواسطة برنامج كمبيوتر يشير إلى دور كلّ شخصٍ في التّحدّث ، وإلى متى يجب على كلّ شخصٍ الاستمرار في الكلام، قام برنامج الكمبيوتر بشكلٍ عشوائيّ بتعيين المشاركين للتّحدّث ل 30 بالمائة أو 40 بالمائة أو 50 بالمائة أو 60 بالمائة أو 70 بالمائة من الوقت المحدّد للمحادثة، وبعد الانتهاء من المحادثة، قيّم المشاركون مدى إعجابهم بشركائهم.

ما حدث هو أنّ المشاركين الذين تحدّثوا أكثر من نصف الوقت كانوا محبوبين أكثر.

تشير نتائج هذه الدّراسات مجتمعةً إلى أنّ النّاس على ما يبدو يستخفّون بالمقدار الذي يجب أن يتحدّثوا به خلال إنشاء حوارٍ مع أحدٍ ما وخاصّةً إذا كانوا يسعون في قرارة أنفسهم لإثارة الإعجاب بشكلٍ أو بآخر.

ربّما يتيح التّحدّث بصوتٍ عالٍ والانفعال أثناء الكلام مع مجريات الحديث بعفويّةٍ ربّما يتيح هذا لشركائنا في الحوار معرفة المزيد عنّا ، ومنحنا المزيد من الإعجاب من قِبَلِهم

ومع ذلك ، عند تفسير نتائج دراسة المحادثة تلك ، من المهمّ الإضاءة على أنّه قد تمّ تخصيص موضوعات المحادثة مسبقاً، وتمّ منح المشاركين وقتاً للتّخطيط لإجاباتهم ، وكان مقدار الوقت الذي يقضيه المشاركون في التّحدّث إلى شركائهم في التّجربة يتحكم فيه بعنايةٍ برنامج الكمبيوتر.

بطبيعة الحال ، هذا يختلف تماماً عن كيفيّة تطوّر المحادثات في الحياة الواقعيّة.

كانت المحادثات مكتوبةً تقريباً، وغير عميقة، يعني لم يخض المشاركون في محادثاتٍ ذات إشكاليّة ، و كذلك كانت مختصرة.

من غير الواضح كيف ستعمّم النّتائج على أنواع المحادثات الواقعيّة الطّويلة وغير المكتوبة التي نجريها عادةً.

على هذا الأساس: هناك حاجةٌ لدراساتٍ مستقبليّةٍ لتحديد ما إذا كان الشّخص العادي في محادثةٍ نموذجيّةٍ ، يجب أن يتحدّث كثيرًا ومتى. بالتّأكيد ، لا يعتمد الأمر أو التّقييم على مدّة الحديث فقط، ولكن ما تقوله هو الأهم ، لذلك ، بينما ننتظر الباحثين لمعرفة المزيد عن التّوازن بين التّحدّث والاستماع ، يمكننا استخدام هذه النّصائح الأربعة التي توصّلنا إليها من بعض الأبحاث السّابقة لمساعدتنا على إجراء محادثاتٍ أفضل:

1) لا تقلق

بعد إجراء محادثةٍ مع أحد معارفنا الجدد ، فإنّنا نميل إلى القلق بشأن الطّريقة التي تكلّمنا بها (هل تحدّثت كثيراً؟ أو هل بدا هذا التّعليق طائشاً؟).

ومع ذلك ، تُظهر الأبحاث أنّ النّاس لا ينتقدوننا في الواقع بل يميلون إلى الإعجاب بنا والاستمتاع بمحادثاتنا أكثر ممّا نعتقد لذلك لا تقلق كثيراً بشأن ما إذا كنت تفعل ذلك بشكلٍ صحيحٍ أم لا، فقط امنح شريكك في المحادثة اهتمامك الكامل واستمتع بالمحادثة.

2) اطرح الأسئلة

استغل بعض الوقت خلال التّحدّث لطرح أسئلةٍ للشّخص الآخر.

تُظهر الأبحاث أنّ الأشخاص الذين يطرحون المزيد من الأسئلة - وخاصّةً الأسئلة التي تحتاج لمتابعة والتي تدل على الاهتمام وحسن الاستماع لأنّها تحتاج للتّعقيب والانتباه- هؤلاء يحصلون على الإعجاب من قبل شركائهم في المحادثة بطريقةٍ جميلة، فعندما تطرح أسئلة متابعة ، فأنت تُظهر أنّك مهتمٌّ بما سيقوله الشّخص الآخر ، وهذا يجعلك محبوباً أكثر على الأغلب.

3) الكشف عن الذات

عندما تتعرّف على شخصٍ ما جديد ، تأكّد من أنّك تُحسن التّعريف عن نفسك، شارك بعض التّفاصيل الشّخصيّة الخاّصة بحياتك، إذ تُظهر الأبحاث أنّ الإفصاح اللّطيف المتبادل عن الذّات يؤدّي إلى المزيد من الإعجاب والاستمتاع بالتّفاعل.

4) تعمّق

في تجربةٍ حديثةٍ ، طلب الباحثون من النّاس الانخراط في محادثاتٍ سطحيّةٍ وأخرى عميقةٍ مع الغرباء، في المحادثة السّطحيّة ، أجاب المشاركون على أسئلة مثل ، كيف يسير يومك حتّى الآن؟ في المحادثة العميقة ، أظهر المشاركون اهتماماً أكبر من خلال الإجابة على أسئلةٍ مثل ، لأيّ شيءٍ تشعر بالامتنان في حياتك؟

على الرّغم من أنّ المشاركين توقّعوا تفضيل المحادثة السّطحيّة ، إلاّ أنّهم في الواقع فقد ارتاحوا للمحادثة الأعمق، وشعروا أنّهم أقرب إلى شريك المحادثة المتعمّق في حواره.

حاول التّعمق في المحادثة واستمتع بالنّتائج إنّها مذهلة!

وبغض النّظر عن مقدار حديثك في المحادثة ، اجعل كلماتك ذات قيمة و صادقة ونابعة من القلب وتقبّل الِّخص الماثل أمامك لأنّ تقبّلك له سينتقل إليه ويشعره بالارتياح أحياناً كثيرةً يكون الآخر الواقف أمامنا إلى تقبّلنا له أكثر من أيّ شيءٍ آخر.