المراحل الخمسة التي تمرّ بها معظم العلاقات العاطفيّة
●
●
11 دقيقة للقراءة
●
––– مشاهدة
مع مرور الوقت تطرأ تغيّراتٌ على كلّ علاقةٍ، وهذا أمرٌ طبيعيّ، و ما علينا معرفته تماماً هو أنّ مفتاح نجاح أيّة علاقة يكمن في عدم تجاهل هذه التّغيرات من قبل الشّريكين العاطفيين.
النّقاط الرّئيسيّة تتغيّر العلاقات الحميمة أيضاً بشكلٍ طبيعيّ بمرور الوقت توازياً مع تغيّراتنا الطّبيعيّة كأفراد بالغين.
المراحل الخمسة الأكثر شيوعاً التي تمرّ بها معظم العلاقات الحميمة هي: المرحلة الأولى التي تتمثّل بالمواعدة المبكّرة، ثمّ مرحلة الاستقرار والالتزام وبناء عائلة ،لاحقاً المرور بالتّحدّيات أو ما يتمّ تسميتها بالمشكلات، ثمّ الإصلاح والاستمرار أو الانفصال والمغادرة.
معرفتنا أنّ التّغيير هو تطوّرٌ طبيعيّ في أيّة علاقة وقادمٌ لا محال يجعلنا نتعامل معه لصالح بناء هذه العلاقة ويمكّننا من تشكيلها من خلال إدراك هذه التّغييرات والاستفادة منها قبل تأزّمها ووصولها إلى مرحلة اللاحلّ.
أثبتت الأبحاث أنّنا كبالغين نحن تماماً مثل الأطفال ، فنحن أفرادٌ نواصل النّمو ونتحرّك خلال مراحل التّطوّر وبنفس الطّريقة نتحرّك أيضاً عبر مراحل في علاقاتنا الحميمة.
فيما يلي المراحل الخمسة الأكثر شيوعاً في العلاقات؛ تعرّف على مكانك فيها وقرّر ما عليك فعله الآن تبعاً لمرحلتك وموقعك فيها.
1. مرحلة المواعدة المبكّرة
الغرض من المواعدة هو معرفة ما إذا كنت متوافقاً مع الآخر-هل هناك كيمياء يعني انجذاب بينكما، هل لديكما اهتماماتٌ مشتركة ، وهل شخصياتكما متجانسة! ولكن على المدى الطّويل وما يجب أن يكون على رأس القائمة والسّؤال الأساسيّ الواجب طرحه هو: هل تشعر بالأمان الكافي لتكون صادقاً وضعيفاً وتظهر على حقيقتك أمام الشّخص الآخر؟ هل أنت قادرٌ على إظهار نقاط ضعفك له دون خوف - هل أنت قادرٌ على حلّ المشكلات معه- وهل يمكن لكليكما الوصول إلى حلولٍ وسط ٍمربحةٍ للطّرفين؟ هل هناك أخذٌ وعطاءٌ متبادلٌ بينكما أم أنّ طرفاً واحداً فقط في العلاقة هو الذي يقدّم طوال الوقت؟
بينما يتغيّر محتوى حياتك بمرور الزّمن ، فإنّ الشّعور بالأمان والقدرة على حلّ المشكلات سيكونان عاملان أساسيّان و ضروريّان للحفاظ على العلاقة.
المخاطر المتعلّقة بهذه المرحلة أو لنقل ما هو متوقّعٌ حصوله في هذه المرحلة
في هذه المرحلة من العلاقة وبدلاً من الظّهور على حقيقتك بأن تكون ضعيفاً في أوقات ضعفك قد تختار أن تكون حذراً ، فأنت كمن يمشي على قشر البيض، أو قد تختار أن تكون سلبيّاً جدّاً، أو متكيّفاً ومتأقلماً مع الوضع غير المناسب لك، وهذا من شأنه أن يجعل الشّخص الآخر معزولاً عن تغيّراتك فهو لا يعلم ما يجري معك بالضّبط لذلك لن يتمكّن من اتّخاذ الإجراء المناسب لأنّه ليس بالصّورة، وهو في هذه الحالة ليس فقط لن يعرفك شريكك بحقّ، بل قد ينتهي بك الأمر أيضاً إلى الشّعور وكأنك تقوم برفع الأحمال الثقيلة في العلاقة وحدك، والأهمّ من ذلك كلّه ، لن تُتاح لك الفرصة أبداً لمعرفة ما إذا كان بإمكانك الشّعور بالأمان معه، وإذا ذهبت بعيداً في هذا الاتجاه ، فقد تبدأ في المواجهة المفرطة تجاه الشّريك أو تكون لديك توقعّاتٌ غير معقولة ، والتي تُظهر أنّ الشّخص الآخر لا يبدو لائقاً تماماً أو يؤذي مشاعرك ولا يفهم ما تمرّ به، وتذكّر دوماً هنا أنّك أنت من وضعه في هذا المكان من عدم المعرفة بسبب سلوكك المتكتّم لذلك فإنك عندما تقطع العلاقة وتهرب طبعاً لن يؤدّي أسلوبك هذا إلى إبعاد الآخر فحسب ، بل لن تُتاح لك أبداً الفرصة لمعرفة ما إذا كان بإمكانك حلّ المشكلات معه أم لا.
2. توصلتما إلى تسويةٍ فيما بينكما
في مرحلةٍ ما سيصبح الطّرفان أكثر صدقاً؛ سوف تتوقّف عن المشي على قشر البيض أو تكون شديد الصّلابة. ومع انخفاض الأوكسيتوسين والانجذاب الجسديّ المجرّد بشكلٍ طبيعيّ ، يصبح الجميع أكثر واقعيّة ، يعني يقوم الجميع في هذه المرحلة بنزع النّظّارة الورديّة، ويُعدّ هذا وقتاً محوريّاً في حياة كلا الطّرفين فإمّا أن تستمرّ فيه العلاقة وننتقل للخطوة التاّلية حيث يتمّ حلّ المشكلات معاً ويمضي الطّرفان قدماً، أو يتمّ الانفصال ومغادرة العلاقة.
المخاطر المتعلّقة بهذه المرحلة
أن تكون قد مررت على المشكلات التي ظهرت في مرحلة المواعدة المبكّرة دون حلّها ولم تقدّم نفسك للشّريك بشكلٍ يتعرّف عليك فيه تماماً واحتفظت بالأشياء لنفسك دون الإفصاح عنها للطّرف الآخر، وبالتّالي انتقلت الى مرحلة التّسوية وأنت تحمل معك مشكلات المرحلة الأولى دون حلّها وبالتاّلي انتقالك هذا مبنيّ على مخاطر فأنت تستمر في فعل ما كنت تفعله في وضع المواعدة المبكرة ؛ ويتكيّف الجميع مع الوضع القائم ، وتستمرّ تحتفظ بالأشياء لنفسك دون أن تخبر الشّريك بها وبالتّالي لا يتعرّف عليك حقًا.
3. مرحلة الالتزام والبناء
أنت ملتزمٌ الآن! ها قد تزوّجت وبدأت في بناء حياةٍ مع الشّريك - أنهيتما تعليمكما ووجدتما الوظائف المناسبة وكلّ ما يميز هذه المرحلة من الانتقال للعيش معاً في منزلٍ مناسبٍ، ثمّ الانتقال مرّةً أخرى إلى منزلٍ أكبر مناسبٍ وإنجاب الأطفال. غالباً يمضي الشّريكان العشرينيات من عمرهما في ترتيب هذه الأمور للمضيّ قدماً حتّى إذا ما دخلا عتبة الثلاثينيات من العمر بدأ بخلق حياة أقل اضطرابًا وأكثر استقراراً.
ولكن على طول الطّريق وخلال تلك السّنوات أنت تقوم أيضاً ببناء هيكلٍ يوميّ لحياتك - إجراءات وقواعد حول الأعمال الروتينيّة و علاقتك الجسديّة بشريكك والتّعامل مع الخلافات والأقارب والمال…. أنت تنشئ أنماطاً وأنماط غالباً ما تكون هذه الأنماط أقوى من تفرّدكما.
الأخطار في هذه المرحلة
لقد بنيت علاقتك وحياتك على أرضيّةٍ متزعزعةٍ غير ثابتة. تحمّلت الكثير منذ البداية ؛ قدّمت الكثير من التّنازلات الخاّصة بك على مضض ؛ كلاكما تخفيان مشاكل كبيرة تحت البساط ؛ تجبرك متطلّبات الحياة اليوميّة على التّخلي عن أجزاءٍ مهمّةٍ من نفسك.
4. أنت تندلع
سوف يحدث ذلك لا محال الأمر له علاقة بالتّفرّد إنّه جزءٌ من تطوّرك هذا عن أنّك تصبح أنت أكثر يعني على حقيقتك الكاملة . يعتمد الشّكل الذي تتّخذه هذه المرحلة على ما حدث في الماضي يعني في المراحل السّابقة للاندلاع، لقد سئمت من القيام بالأعباء الثّقيلة أو من شريكك السّلبي ؛ لقد سئمت من الخضوع للإدارة الدّقيقة للأموال والوقت والرّاحة والعمل والرّحلات والإجازات؛ الأشياء التي كنت تغضّ النّظر ساكتاً عنها لفترةٍ طويلة ٍ بات من الصّعب عليك احتواءها ؛ لم تعد الأعمال الروتينيّة تعمل أو تجدي نفعاً لأنّها غير متوازنة ، أو لأنّك وأنت في طريقك لبناء حياتك وإنشاء عائلة وتحقيق متطلّباتها للأسف نسيت الكثير من نفسك على قارعة الطّريق وتخلّيت عن جزء كبير منك أنت.
هنا حيث يبدأ الشّريكان في العلاقة في التّحدّث ، أو يبتعدون ، أو يتجادلون أكثر ، أو يشعرون بالضّجر لدرجة أنّهم يغادرون. وممّا يزيد الأمور صعوبةً هنا أزمات منتصف العمر - ترك الوظائف وتغيير المهن أوالعمل المضني للحصول على تلك التّرقية الكبيرة.
الأخطارالمتوقّعة في هذه المرحلة
الحاجة إلى الاندفاع أمرّ طبيعيّ وجزءٌ هامّ من تطوّرك الذّاتي ، لكنّك قد تتعامل معه بشكلٍ سيّء. أنت تتصرّف على نحوٍ خارجٍ عن إرادتك وتخسر علاقتك الجيّدة ، أوقد تترك الوظيفة بشكلٍ متهوّرٍ ، أو يمكن ألا تفعل شيئاً فلا تقوم بأيّ تغييرٍ جذريّ في هذه المرحلة ولكنّك تسقط في هاوية الاستياء ونوبات الغضب أو الاكتئاب.
5: إصلاح أو مغادرة
تقوم بإصلاح المشاكل الأساسيّة - تتوقّف عن حمل الأحمال الثقيلة و تخلق المزيد من التّوازن ؛ تنجو في هذه المرحلة وتتغلّب على التّحدّيات، الأمر الذي يساعدك على ترقية علاقتكما مستفيداً من المتغيّرات لتزكية العلاقة وزيادة الرّوابط بينكما فتصبح المحادثات أكثر صدقاً وتتوقّف عن السّير على قشر البيض وتبني نمط حياةٍ جديدٍ و مٌحدث ؛لن يكون الأمر سهلاً ولكنّك سوف تتمكّن من إعادة ضبط أولويّاتك والشّعور بالرّضا. أو قد لا تفعل ذلك، أنت منهك ولم يبق سوى عشرون عاماً جيّدة في اعتباراتك ، والآن وأنت في هذه الحالة لا تفعل ما تريد ؛ لقد ازداد استياؤك بشكلٍ كبيرٍ ، ولا يمكنك إيجاد طريقة للالتفاف حولها.
الأخطارالمتوقّعة في هذه المرحلة
لا تفعل شيئاً ممّا سبق، ولا تستلم دفة قيادة حياتك، تصنع مسافةً بينك وبين شريكك لتجنّب الصّراع وتعيشان حياةً متوازية و يبدأ الاكتئاب.
كل هذا طبيعيّ ، على الرّغم من أنّه يبدو من الواضح أنّ التّفاصيل سوف تختلف حسب الشّخصيّة والثّقافة والتّربية، لكنّ الفكرة الأساسيّة التي نريد الإضاءة عليها هنا أنّه وعلى الرّغم من أنّك ستتغيّر وتنمو بشكلٍ طبيعيّ بمرور الوقت بالتّوازي مع علاقتك الحميمة فإنّ مفتاح عدم إنهاء العلاقة هو أن يظلّ كلّ منكما على درايةٍ بالتغييرات التي تحدث داخله- احتياجاته وإحباطاته وتوقعاته ورؤيته - ومشاركة تلك التغييرات مع الشّريك حتّى تتمكّنا من ترقية البرامج العاطفيّة لعلاقتكما قبل أن يصبح حتّى الاصلاح غير ممكن لأنّ الأمور تكون قد عفا عليها الزّمن وفقدت آليّة القدرة على الإصلاح.
نأمل من هذا المقال أن تساعدك معرفة ما يمكن توقّعه على توقّع ما سيأتي والاستعداد له وبمجرد حدوث ذلك ، يعود الأمر إليك في العثور على المساعدة المناسبة لك ولشريكك كالالتحاق بدورةٍ تدريبيّةٍ أو استشارة مع مختصّ أو مساعدة ذاتيّة للمضي قدماً في حياتكما معاً.
أين أنت؟ ما الذي تحتاجه لتبدأ بفعله بشكل مختلف الآن؟